مع الأسف لا يقرأ مقالي و لم يشاهد حروفي و هي تتوشح السواد ، لم يشاهد لألئ حورائي و هي تمطر خدي الحزين ، لقد تم عرض مرثيتي لهم وقد تجاوزت أعدادهم الألف والرحمات عليهم تترا ، حمى الله قادم الأيام أصحابي و كل مملكتي ، إنهم المواطنون الذين أصابهم الموت من جائحة الكورونا ، لقد ترنحت أصابعي وأذني تسمع نحيبها و بنات أفكاري ” نائحات ” مربوشات فاقدات للوعي و الحياء ينزوي خجلاً مما يقلنه و يرددنه ” اين العاقلون” ، تسلط علينا فيروس خلناه خطيراً ونعلم ذلك ! و فتك بنا و نحن نزدري قوته ، وبعضنا اشغل الناس بالشائعات و حملات المشككين ، حتى زار أحبائنا غرف العناية المركزة ، وكُشف لمن أُصيب بهذا الوباء حجم أنيابه الغادرة في جسدهم الضعيف ، كأنه أسد يتضور جوعاً ، ربط العاقلون حبالهم في أعناق الأحباب ولم يسألوا اين راحو ومن زاروا و لم يركنوا الى القانون الصارم ” تباعدوا – اغسلوا أيديكم ” و سقط الفأس بالرأس . الجميع لم يعودوا بحذر .
راح الفارس الهمام الذي لايشق له غبار بقبلة من صديق ، وراح السخي المنفق بيد محتاج مصاب بالكورونا ، رثينا من مات منهم بدعاء ينزل الرحمات ويسكن المواجع ” رحمهم الله و غفر لهم ” ، ولنا في هذا المقال رجاء و نرجو الله أن يبلغه للجميع ” احذروا من الكورونا ” فهي بعيدة عن أكثرنا و لن يصطلي من نارها الجاهل وحده فقط و كأني أرى التباعد في حالة الكورونا ونجاعتها في السلامة ،كما رأى ابن الريب ” الخروج من خرسان مفتاح النجاة والسلامة” ولاشك بأن الجميع يحب أن يعرف عن مالك بن الريب :
لعمريْ لئن غالتْ خراسانُ هامتي
لقد كنتُ عن بابَي خراسان نائيا
فإن أنجُ من بابَي خراسان لا أعدْ
إليها وإن منَّيتُموني الأمانيا !!
لقد مات مالك رحمه الله ولكنه خلد لنا ميراثاً من الرثاء ، يحتاجه كل أديب يناشد أهله قبل مصرعه
هذا المجاهد التآئب كان :
وقد كنتُ عطَّافاً إذا الخيل أدبَرتْ
سريعاً لدى الهيجا إلى مَنْ دعانيا
وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى
وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجارِ وانيا
النجاة النجاة من الكورونا ، النجاة النجاة .
الحل بسيط وسهل و ميسر ” تقوى الله و الإستعانة به و الدعاء ثم الدعاء و التباعد و النظافة بالمعقمات والصابون لليدين ” .
كتبه من عمق الكلمة وهو حزين
لافي هليل الرويلي