أرتاح ..أتخوف …أشعر هي كلمات يرددها العديد من الناس عند الإقدام على أمر ما أو اتخاذ قرارات مصيريه أو اعتياديه ولكنه يتردد في اتخاذها
كل هذا يندرج تحت مسمى( الحدس ).
ونجد في حياتنا اليومية، من يرفض قراراً معيناً دون وجود تبرير منطقي له! سوى شعوره بعدم الراحة، ويتبع حدسه ويعول عليه كثيراً في اتخاذ قرارته ، وفي المقابل نجد من يرفض ذلك ويعتبره مجانبةً للمنطق والتفكير والعقل .
وذلك مايدفعنا للتساؤل هل الاعتماد على الحدس حقيقه أم وهم ؟!
أكد كثير من علماء النفس أن الحدس حقيقه نابعة من ذات الإنسان، وتختلف قوته من شخص لآخر وهو وميض من المعرفة لايخضع للعقل وعلينا تطويره وتوظيفه بشكل سليم للاستفادة منه بشكل أكبر..
كما أن الحدس صفة استثنائية يتمتع بها أشخاص عن غيرهم، بحسب الخبرة والوراثة والعمر .وتختلف قوة التوقعات وصحتها بين أفراد البشر وعند ربط ذلك بالمعطيات البشرية نجد أن مقدرة الفرد التوقعية؛ تتأثر بذكرياته في “اللاوعي” ، وقدرته على التواصل مع الآخرين وفهمهم؛ وبفضل تلك القوة الكامنة نجد أن الإنسان يتخطى الزمان والمكان ، ومن ذلك أنك قد تقابل شخصاً للمرة الأولى ولا تشعر بارتياح له !! رغم أنك لاتعرفه؛ ولكن إحساسك الداخلي ينبئك بأنه شخص غير جيد .
وقد تتوقف عن صفقة تجاريه لمجرد إحساسك بأنها غير رابحة .
ويؤكد العديد من الناس أن حدسه حقيقي؛ وأن عدم ارتياحه لأمر ما هو بمثابة جرس إنذار للتوقف عن الإقدام عليه .
وقد استخدم الحدس على نطاق واسع بين الدول في زمن مضى في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقاً ؛ حيث تسابقا على تدريب رجال المخابرات على اختراق الحواجز وتقصي الأسرار العسكرية ،وكانوا يختارون رجالاً لديهم حدس مسبق وقوة بصيره ثم يتم تدريبهم بشكل أكبر للوصول إلى الحقائق الخفية.
إذن .. الحدس في رأيي هو الحقيقة الخفية والاستشعارية الكامنة في نفوس تتمتع دون سواها بهذه الصفة؛ التي تسبر غور الأسرار، وتستطلع الأمور بشكل استكشافي قد يصعب تفسيره.! لكنه في الواقع ؛ يمثل حدسنا نحو الحقائق الخفية.
مستشارة أسرية وإعلامية وكاتبة.