في ذات مرة جئت أُغير أقمشة سيارتي عند ميكانيكي أتعامل معه بصورةٍ دورية ، هو العم مجيد مما أثار تساؤلي هو عمله في كل مرة بطريقة أسرع مما في السابق وفي وقت زمني أقصر كل مرة من تغييري لأقمشة سيارتي ،بعد أن إحتسيت كوب الشاي الذي قدّمه لي العم مجيد خرجت تساؤلاتي من فكري إلى لساني عن سبب السرعة في ذلك العمل فقال لي : حبيبي عبدالله إنني في كل مرة بطريقة لا إرادية من عقلي الباطن(اللاواعي) وبصورة مباشرة يتغير سلوكي وتتسارع يدي في هذه الحرفة لأنها إعتادتها وألِفَها دماغي فتجسدت على كفّي فوهبتني ما رأيت من السرعة في الآداء.
ولأنني أهيم في هذا العمل الذي أقوم به بلغت ما ترى من الحرفية العالية وجودة الصنع والآداء الذي بدا جلِيًا أمام ناظريك.
إبني الحبيب: إنني عملت في هذه المهنة أكثر من ٢٨ عامًا وفي كل يوم أكتشف شيئًا جديدًا لأنه ليس شغفًا فحسب بل وأيضًا صعوبة عيشٍ ذقتها قَبْلًا فجرتني إلى هذا العمل الحُر الذي ترى ،وهو يقول لي هذا أنتهزت من كلامه أنه على الرغم من حبه لما يقوم به وتسليمه التام لما قُدّر عليه من عمل إلا أنه في بالغ السعادة والأنس بعمله ،الذي ينتهي به بتحويل بعض الأموال لعائلته وينام قرير العين بعد تعب وجهد اليوم…
السطر الأوسط: إن ما قاد العم مجيد إلى تلك السرعة في الآداء بتلك الطريقة الإحترافية هو حبه لعمله بالإضافة إلى حبه لأهله وبره بهم ولذلك بارك الله له صنعته فأبدعها أيّما إبداع،فكلما سمت الغاية ،كانت السعادة أعظم وأبلغ (وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده) وهذا محفّز ،(وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه) وهذه قوةٌ إلى قوتك اسمها الحُب.
للكاتب : عبدالله حربوش