نعم عزيزي القارئ،كما قرأتها تحديدًا عرصات ألمٍ جميل ،أروي لكم قصة حدثت مع محدثكم في العقد الأول والنصف من عمري مثل أي طالب في المرحلة المتوسطة -مرحلة الإعدادية-درستُ ترمًا كاملًا ثم حانت لحظة حصاد تلك الرحلة في ذلك المشوار الجميل الممتنع ؛مرحلة الإختبارات التي أجزم يقينًا أنها لا تعجب الطلاب أبدًا.
وعن الخوف! حدّث ولا حرج ،تلك الفترة بشكل شخصي مثل عادتي أذهب لمسجد حيّنا لأصلي الفروض المكتوبة ولكنني أبقى في المسجد وقتًا أطول من المُعتاد لأبتهل إلى ربي بالدعوات التي علمتني إياها أمي باللهجة العامية ،وفجأة وبدون مقدمات هطلت دمعتي دون أن أشعر وما لبثت إن وصلت الدمعة إلى خدّي إلا بالعم جبريل واضعًا على رأسه “الطفشة”-قبعة جازانية الصُنع تقي لفح الشمس المحرقة نهارًا فإذا به يراني وبالحرف الواحد قال لي : ما بالك تبكي يا بني هذا الفجر لست على طبيعتك؟!
أجبت:إنها الإختبارات يا عم جبريل وبصراحة إنني خائف منها وأخاف ألا أُجيب على الأسئلة بشكل يؤهلني للتفوق.
قال وهو مبتسم: لا بأس يا صديقي إذا كنت قد ذاكرت جيدًا فلا تخف ،فقط حافظ على هدوءك وقت الإمتحان وحاول ألا يتشتت ذهنك ،وأما دعاءك مع هذه الدمعات إنني أشك في أن يُخيب الله تلك الدعوات ،ولذلك أُدع لي معك بالتوفيق والسداد.
ثم خرج العم جبريل وقد دعوت الله لنا العم جبريل وأنا ، وما أن إنتهى ذلك الترم الحاسم بادرت كعادتي إلى المدرسة لأستلم شهادتي وجدت حينها المرشد الطلابي آنذاك الأستاذ ناصر العرّافي ،أخذنا بعض الحديث الجانبي ثم فتح باب المدرسة وأعطاني شهادتي وبارك لي النجاح ،خرجت من المدرسة وقد تهلل وجهي وأختلطت قريحتي الفرح والإبتهاج مما أدى إلى دموع الفرح بالتفوق حيث حصلت حينها على المركز الثاني على فصلي والمركز الثالث على الفصلين (أ،ب )
وأخذت أُردد شُكرًا يا رب ..شكرًا يا رب إلى أن وصلت إلى بيتنا العامر حيث أمي وأبي وإخوتي ،والسعادة بنجاحي حينها!
حدّث ،حدّث ولا حرج .