فتحية سيدة عصامية شقت طريقها بجهدها وتعبها، لم تشتكِ سوء من حولها ولم تتوقف لتنتظر من يمد لها يد العون، كانت هي عون للجميع على طريقتها، وتتذكر دائماً كما يقول أهلنا في مصر عندما كانت “تركب مواصلات” على أن تذهب بسيارتها “وماله يا ست” مكانتك محفوظة تعبك راحة وبلسم لمُحبيك.
السيدة فتحية الله يفتح عليها، كانت سدا منيعا لم يتسرب من خلاله مبدع واحد فقط واحد.
فطبيب القلب الشهير رفضته فتحية، وعطلت جميع مستنداته الشخصية، ومهندس العمارة الشهير قدمت له النصيحة أن يُغير تخصصه، حفاظا على دخل والده فلا رجاء من دراسته.
إنجازات الست تفوق قدراتها، تقسم بأنها تعمل للمصلحة العامة ولمن لم يصدق يسأل “عمو” عبده عشرة عمر هو أمين سرها وحافظ أسرارها، يخلفها في مكتبها الخاص عندما يشتد البرد وتمر بأزمة الشتاء.
تقول مستشهدة باللاعب الشهير تصدق يا أستاذ كان “الواد” عندي من عشر سنوات مضت يتوسل توقيعي ورفضت أليست المصلحة العليا أهم وأشمل، كيف لأمثال هؤلاء الجحود والنكران والبحث عن مستقبل خارج الديار.
كم فتحية مرَّت علينا وكم من مبدع ذهب من بين أيدينا هرباً بلا رجعة.
هل العيب في “ست الكل” حاشاها!!!! فلم تكن أكثر من أداة تنفذ وتختم وتقرر وتعود للقانون إن لزم الأمر واستعصى عليها إجابة بعض المتطفلين الخارجين على دستور التمام يا فندم.
يعتقد من يقلب صفحاتها أن لديها شيء تخفيه “نعم” كانت سببا رئيسيا في علاقة “حمادة” وحبه الرائع الأبدي عندما منعتها من السفر لجنوب أفريقيا هرباً منه وبحثاً عن فرصة أخرى تبدأ بها حياتها.
هي سيدة نبيلة صحيح ولكنها في نهاية المطاف تعيش بروح فتحية بنت البلد ترى بعينيها مالا تراه أنت ولو صعدت منارة.
كانت تريدني أن أسمع رأيها في العديد من المستجدات ولكنها المحت في الوقت ذاته بأنَّ الحديث لم يعد له أهمية. في ظل تسارع الأحداث وكما قالت تناموا خمسة “وتصحو” عشرين.
ولم تشأ أن أذهب فوعدتني بشيء خاص لعله سر “كورونا” فاستأذنت بأن زاويتي لن تكفي.
على أمل أن ألقاها بعد العزاء.
ومضة:
مرت من هنا يوماً، ولكن للأسف لم تدع لها أثرا يذكر.
يقول الأحمد:
المخلدون لم يولدوا بعد عليك أن تستوعب الدرس