يستطيع الإنسان وصف كل شيء بسهوله إلاالفقد من أصعب الأشياء التي لانقدر على وصفها ،ولا تجرع مرارتها لأنها بقدر ماتكون موجعةً تكون مهلكةً لكل شيء بداخلنا.
الفقد يجعلنا نفقد كل شيء معه !يستهلك مشاعرنا من فرح وقوة وقدرة على الثبات .
الأيام تعطي وتأخذ ،ولكن مرارة الفقد موجعة لانستطيع نسيانها بسهولة؛ ولا نقدر حتى على التناسي .!
رحلت مها بعد ثبات وقدرة لا متناهية على التحمل! صبرت كثيراً؛ وكانت أنموذجاً للفتاة المؤمنة، صاحبة العزيمة القوية، والقلب المتسامح، والروح الجميلة التي تعايشت مع مرضها بكل رضا وتفاؤل ولم تظهر أي جزع، أو تسخط من واقعها؛ بل كانت طاقةً ايجابيةً لكل من يعرفها، تقابل زوارها بوجه مبتسم ،ومعنويات عالية..
بقيت مها لسنوات مضت على سرير المستشفى غير قادرة على التحرك! سوى قدرتها على الكلام، ومع هذا كله لم تنطق بسوى الحمد لله والرضا بالقدر. وقد بذلت عائلة مها كل ما بوسعها من طاقة لإسعادها طوال سنوات مرضها ولم تنقطع زيارتهم لها يوماً .أمها المتفانية في كل شيء، وإخوتها الذين لم يدخروا جهداً لراحتها. كانوا مثلاً يحتذى لأسرة تستحق الشكر والتقدير من المجتمع بأسره.
وبرغم كل معاناتهم إلا أن رحيلها ترك شرخاً في نفوسنا جميعاً .
رحمك الله( يا مها )وأسكن روحك الطاهرة فسيح جناتة.
* مستشارة أسرية وإعلامية وكاتبة.