الفساد باللغه هو انعدام الصلاحيه وانتفاء الصلاح ومعنى اخر هو البطلان اذا بطل الشيء فسد وتلف وهو ايضا تدمير النزاهه وانحرافها ولعل له معاني أخرى حسب مجال الفساد المعني واصطلاحآ هوانحراف سلوكي وعقدي ونفسي بمجانبة الصواب بالتعاطي مع الامانة والنزاهة فيما اوكل الي الشخص اووقع بين يديه
ممالايمكنه التصرف به الابحدود وتشريعات وتنظيمات مقننه ومعلومه فيتصرف به خلاف ذلك .
وقدكثر الفساد وعمّ وطمّ في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس نتيجة انعدام الاتزان النفسي والعقدي والسلوكي لدى الكثير من الناس وربما يكون الفساد أكثر الاخلاقيات تنوعاً واكثرها اختفاء وألتباساً مع غيره من غير جنسه للتشابه بينه وبين المشروع من الاخلاقيات والتعاملات أياً كان نوعها لكونه يمارس خفيه .
ولاشك بان الفساد موجود بين الناس منذو بدء خلق الانسان قال الله تعالى في كتابه الكريم (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس) وقال تعالى على لسان فرعون حكاية عن موسى عليه السلام (اني أخاف أن يبدل دينكم أوأن يظهر في الارض الفساد)
والفسادكماهو معلوم متنوع ومتلون ومتعدي منه مايمس مصالح الخلق جميعا ومنه مايمس مصالح الدولة والمجمتع ومنه مايكون فردياً وتعدي ضرره على نطاق ضيق فلو أردنا ان نتطرق الي مايمكن ان يسمى فساداً على سبيل المثال للحصر نقول القتل بغير حق فساد الظلم فساد الجور فساد الكذب فساد أكل اموال الناس بالباطل فساد التعدي على العرض والنفس فساد تغيير منار الارض فسادأخذ حق الغير فساد التدليس فساد النجش فساد سوء الظن فساد التجسس فساد الغيبة فساد النميمة فساد المكر فساد التلون فساد سوء التربيه فساد التعدي على القوانين والانظمه ومخالفتها فساد الخروج على ولي الامر فساد التعدي على المال العام فساد الرشوة فساد أخذ حق أنسان ومنحه لغيره فساد أكل الحرام فساد الربا فساد وغيرهذا كثير من انواع الفساد المستشري بين الناس في هذا الزمان والذي أخذت بعض الدول على عاتقها شن حرب شعواء لاهوادة فيهاعليه وعلى اهله من المفسدين لتأثيره السيءعلى الحياة العامه فأكثر اسباب سقوط الامبراطوريات والدول على مر التاريخ هو الفساد بأشكاله وانواعه ونراه بأم أعيننا في زماننا هذا وكم اسقط من دوله وكم ازال من ككومه واهلك من حاكم
فمثل الدولة والمجتمع مثل الشجرة المثمره التي توتي أكلها كل حين ثم اذا فسد ماؤها اوتربتها نخر جذعها فسقطت وذهبت وذهب أكلها الطيب .
وبعض الدول يقيض لها الله حكاماً يتنبهون الي مايجري في مفاصل الدوله من فساد قبل وقوع الفاس بالرأس بحسهم الوطني وحذاقتهم القياديه ونزاهة معدنهم
أعني بذلك وأخص بلدي المملكة العربية السعودية التي حمل حكامها لواء الحرب على الفساد وأهله في شتى انواعه وأشكاله ومنابعه ومكامنه وقد رأينا جميعا خلال سنوات قلائل مدى الاطاحه بعتاولة الفساد ومجرميه الكبار ولازالت الحرب قائمه وعلى أشدها حتي يتم اجتثاث الفساد من جذوره سواء فساداً فكرياً او مالياً او ادارياً أو اخلاقياً وكل مايمكن ان يطلق عليه فساد كبيراً كان اوصغيراً فضرره واحد وخطره ماحق .
وبالرغم من الجهود المبذوله من الدوله في هذا المجال فلابد من تعاون المواطن المخلص النقي المحب لدينه ووطنه وحكامه ومواطنيه لكشف كل مفسد وخبيث لتؤتي هذه الجهود ثمارها بأسرع وقت وينعم بنتائجها الوطن ومن يعيش على ترابه الطاهر بعد ان يلفظ كل من يعكر صفوه وطهارته فلا يليق بهذ الوطن المقدس الا الطهارة والنقاوة من كل دنس وعيب .
بارك الله بكل الجهود المبذوله من الدولة والمجتمع لتحقيق الهدف السامي المنشود .
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
كتبه/ بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤١/١٢/٩للهجره
المشاهدات : 45136
التعليقات: 0