قال الله تعالى في محكم التنزيل (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً)
فالامانة خلق رفيع وصفة حميده لدى الانسان يوصف بها ويشار اليه عندما يعرف بهذا الخلق وانه أمين يؤدي حق الله تعالى بالعبادة الحقه ويؤدي حقوق الناس التي لديه اياً كانت فكل ماللناس من حقوق فهي أمانة عظيمه حتى يتحلل منها بتأديتها لاصحابها قال تعالى في وصف المؤمنين(والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون)
ولا فرق بين الأمانات المادية الحسيه والامانات والعهود المعنويه وقد قرنهما الله تعالي في الاية كصفتين محمودتين للمؤمنين فالعهد كالأمانه والوفاء به خلة عظيمة وقد وصف الله تعالى الانبياء عليهم السلام بالأمانة بقوله تعالى(رسول أمين) ونبينا صلى الله عليه وسلم عرف بالأمانة منذو نعومة اظفاره حتى لقبه قومه بالامين قبل أن يوحى اليه وقد حرص على تأدية الأمانات حتى لاعدائه من المشركين وأبقى علي بن ابي طالب رضي الله بمكه عندما هاجر الى المدينه ليؤدي الامانات التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم لقريش وكان من صفاته العظيمه الامانه والوفاء بالعهود والمواثيق فهو الصادق الأمين في كل شيء
والمؤمن حياته كلها أمانه وعهدعليه فالعبادة أمانه حتى يؤديها لله على الوجه الذي اراده الله تعالى وشرعه نبيه صلى الله عليه وسلم فالصلاة أمانه والزكاة أمانه والصوم أمانه والحج أمانه والاخلال بهن تفريط بالامانه
وحقوق الناس أمانه مغلظه حفظها الدين الاسلامي الحنيف وأوجب تأديتها كالدين فقد أمتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على الجنازه عندما علم أن عليه دين حتى تحمل أحد الصحابه ذلك الدين والودائع من اوجب الامانات تأديه قال الله تعالى (فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه)
وقال تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الي أهلها واذاحكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به)
وفي الحديث الشريف أية المنافق ثلاث منها اذا أوتمن خان وقال صلى الله عليه وسلم اذاضيعت الامانه فانتظر الساعه وفي حديث أخر اربع اذا كنا فيك فلايضرك مافاتك من الدنيا صدق الحديث وحفظ الامانه وحسن الخلق وعفة مطعم اوكما قال صلى الله عليه وسلم
والنضوج والاتزان الفكري وحسن الخلق ومعرفة الانسان لسبب وجوده في هذه الحياة الدنيا ومصيره بعدها وانه سيصير الي حياة ابدية سرمدية أما بنعيم دائم وأما بعذاب وجحيم دائم كل هذا يؤدي بالمسلم الى تأدية ماحمله بعدمارفضت أعظم مخلوقات الله تعالى حمله
ولاشك أن البر بالوالدين امانه وصلة الأرحام امانه وطاعة ولي الأمر بالمعروف أمانه وحسن الجوار أمانه واكرام الضيف أمانه وكفالة اليتيم امانه والاحسان الي المسكين والفقير امانه وكل ماتؤدي به هذه الاخلاق والصفات من اموال وموجودات هي أمانة لديك .
والعمل وتأديته بأخلاص وتفاني تأدية للأمانه والنزاهة فيه وفاءً بالعهد وابراراً بالقسم وتتويجاً للامانه .
وجوارح المؤمن أمانه يجب الايستعملها الا بالحق وماخلقت له فهو أمين عليها ومؤتمن بها فاللسان ومايقوله أمانه والنظرومايصل اليه أمانه واليدين وماتبطش به أمانه والرجلين وماتمشي اليه أمانه.
اذاً فالمسلم صندوق أمانات مغلق حصين متنقل يجب الا يفرط فيمافيه من جواهر ثمينة لاتصدأ ومن هنا نقول بان الاتصاف بالامانه مؤشر ودليل صريح على حسن اسلام المرء والتمسك بتعاليم دينه الحنيف . جعلني الله واياكم ومن يقرأ وجميع المسلمين المتمسكين بسنة النبي المصطفى ممن يؤدون الامانات ويوفون بالعهود والمواثيق طاعة لله تعالى ورسوله
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤١/١٢/١٨ للهجره
المشاهدات : 54349
التعليقات: 0