الكاتب أو الشاعر، وكلُّ من له علاقه بنبض الناس أو نبض القلب والمشاعر، يَجِد قلمه ينساق دون ترتيب أو تنسيق أو حتى مجرد سؤال: لماذا هذا؟
تأتي الأحداث هكذا، لا يصنعها أو يحاول تصنُّعها، فإنْ فَعَل غير ذلك ظهر الجانب السيئ المتكلف.
“عم طبطب” يهديكم السلام، قبل ذلك ينصح كل من له طلب أو مظلمة، أن يُمسي عليه طالبًا الرضا؛ فكما هو مُتصالح مع نفسه، هو أيضًا أيقونه البذل والعطاء وتضحيه الآباء مع أبنائهم، وإن طالهم بعض الجحود.
يقول: لم أنتظر أحدًا منهم يومًا، ولم أذكره بحاجتي له عندما عجزت عن العمل، بل بحثت عن عمل آخر يُناسب قدراتي وقدرتى الحالية، فلم أعد بتلك القوة. ويستدرك مبتسمًا: لهم العذر؛ لديهم ما يجعل من ظروف الحياة الصعبة عُذرًا مقبولًا، بالنسبة لي لا أملك معه إلا الدعاء لهم.
“عم طبطب” هو المُلهِم لهذه الكلمات؛ فلو لم يكن حاضرًا لما استطعت الحديث؛ فقد تأتي أوقات يتوقف معها حتى التنفس والشعور بأنك موجود بين الناس، علمًا بأنَّ هناك من يعد خطواتك ويترقبها، وربما البعض ينتظر عثرة؛ يجعل منها سيرة تروىز
الفرق هو نظرتك وتفسيرك لما يحدث، فأنا أجيده كتابة وأنقله “بحرفية كاتب”، وأنت تتلقفه بعفوية قارئ يستمتع بكل ما يحتويه من معانٍ، ربما تتفق أو تختلف، لا يُغيِّر في الأمر شيئًا، ولكن ثق بأنها شيء من أشياء لا تُشاهدها أنت، ولدي أحدهم ملكة التعبير عنها في أسطر معدودة.
“عم طبطب” لم يطلب المستحيل ولم يترقبه يومًا، ويكره نظرة من يسميه “بكبير السن” العاجز، ويقول: “سأموت واقفًا على قدمي، لن أنتظر شفقة من أحد”.
كم بيننا من هؤلاء.. ضَحَّى وبذل، وأعطى من عمره وشبابه وصحته، في صمت. يبني لبنة لبنة، يضعها بكل حب ورفق حتى طال بهم عَنان السماء، فاستقبلها دون أن يشعر بمن أوصله، وكأنها أتت له سعيًا تخطب وده، متناسيًا فضل من كان له الفضل.
“طبطب على كتفي وقال لى طب، لو كنت من غيري مين كان ح يطبطب”.
يقول: هل تعلم أى موقف كاد يقتلني؟ عندما أراد أحدهم أن يعيد مبلغا لن يبلغه مهما فعل، فهو من رصيد حبه إخلاصًا ووفاء.
————–
ومضة:
ليستُ كما تظن دائمًا، ولن تأتي كما تتمنى.
ويقول الأحمد: لا تنتظر أحدًا بعد الخمسين.