((الكِبْر))

قال بعض اهل العلم ممن كتبوا عن الكبر بأنه ينقسم الى قسمين:  *باطني عبارة عن خلق نفسي وانفعالات وشعور خادع يزهو ويعجب بنفسه ويرى ذاته فوق الناس ويحتقرهم ويترفع عليهم والناس بدورهم يحتقرونه وينظرون اليه نظرة دونيه ولكنه لايأبه بهاأو لايستشعر نظراتهم لتغلغل الغرور في نفسه المريضه .
* ظاهري جلي يمارسه عملا وقولابحق الاخرين دون أعتراف من المتكبر بأن مايفعله ويمارسه ويقوله كبراً .
قال النبي صلى الله عليه وسلم لايدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر قال رجل يارسول الله ان احدنا يحب ان يكون ثوبه حسنا وحذاءه حسنه قال صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس .
وبطر الحق رده وعدم قبوله والمناكفه لابطاله وعدم الاعتراف به تكبرا واعتدادا بالنفس والراي .
وغمط الناس احتقارهم وازدراء مايفعلونه اومايقولونه والتقليل من شأنهم وشأن ماوصلوا اليه او ماحصلوا عليه والمتكبر يحاول اخفاء كبره في اغلب الاحوال ولكنه يقاسي ويعاني نفسيا من كتم خلقه ورغبة نفسه فيكون ذلك واضح وجلي على محياه وفي افعاله وحركاته وسكناته وسلوكياته بعامه حتي أنه يضع نفسه في برج عاجي يعلو به على الاخرين هكذا يرى نفسه
أو يتخيلها وهو في الحقيقة أورد نفسه بهذا الخلق موارد الردى والهلاك والخسران
ولاشك ان الكبر مرض قلبي عضال وداء نفسي مزمن عصي على العلاج الامن رحمه الله واجتباه .
كيف لا وهو استعظام النفس ورؤيتها اعظم وارفع من غيرها واستصغارالاخرين واحتقارهم وتجنب التواضع حتى لمن يجب عليه التواضع له
قال الله تعالى (ان في صدورهم الاكبر ماهم ببالغيه)
وقال تعالى(وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا)
وقال تعالى (تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافسادا والعاقبةللمتقين)
وقال تعالى (ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم)
وقال تعالى (ولاتصعر خدك للناس ولاتمشي في الارض إن لايحب كل مختال فخور)
وقال تعالى (وقالوا نحن أكثر اموالا واولادا ومانحن بمعذبين)
وقال صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر
وقوله صلى الله عليه وسلم لرجل أكل عنده بشماله كل بيمينك قال لااستطيع قال لاستطعت مامنعه الا الكبر فمارفع يمينه الي فيه ابدا
ومن صور الكبر التفاخر بالانساب يقول ابن عباس رضى الله عنه يقول الرجل انا اكرم منك وليس احد اكرم من احد الا بالتقوى ومن صوره التفاخر بالاولاد والاموال قال تعالى على ألسنة بعضهم(انااكثر منك مالا وأعز نفرا) وليس هو من وهب فالله هو من يهب الولدويرزق من يشاء بغير حساب
يقول العلماء الكبر أما كفر اومعصيه فالكفر هو ان يكون التكبر على الله تعالى أورسله أوكتبه واما المعصيه فهو التكبر على الناس.
قال ابن القيم اركان الكفر اربعه : الكبر والحسد والغضب والشهوه .
وقيل بان الكبر يهلك الناس بشتى اصنافهم العالم والجاهل والزاهد والفاسق .
وقد اوجب الكبر اللعنه على ابليس حيث تكبر وعصى أمر الله تعالى ولم يسجد لآدم ابو البشر ومن هنا يكون المتكبر من حزب أبليس واتباعه .
قال المهلب لرجل اماتعرفني قال بلا أولك نطفة مذره واخرك جيفة قذره ومابينهما تحمل في بطنك العذره
فانكسر ولم يتكلم .
أليس التواضع سيد الاخلاق أليس النبي صلى الله عليه وسلم إمام المتواضعين ألم تأتي الأمه فتأخذ بيده الشريفه وتتنحى به لتخبره حاجتها فيقضيها لها ألم يكن التواضع سمة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية اصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم
ونرى التواضع صفة كل من عرف الله تعالى حق المعرفه وعبده كما اراد ان يعبد وكل من أتبع سنة النبي ونهج صحابته الكرام .
جعلني الله وإياكم ومن يقرأ ممن أراه الله الحق حقاً ورزقه اتباعه واراه الباطل باطلاً ورزقه اجتنابه
وجعلنا ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم
إن احبكم الي احاسنكم اخلاقا المواطؤون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون .
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤١/١٢/٢٥ للهجره