كعادة المسلم بفطرته يفتتح الشاعر عايض بن صالح الشويلعي الملقب بشاعر ( الطبيعة ) قصيدته بدعاء وتضرع لله” يالله تحفظنا بحفظك وانت خير الحافظين.. ياحامل الما بمزون تنوض ابروقها”، ثم يكمل ويعرج ليصف الطبيعة البرية وما تحويه من جمال وحاجتها للماء والكلأ ولا يشعر المستمع الا يربطه ويصف السيارة ويصفها بصندوق تحمل معها وقودها في خزانها وعلف لسفينة الصحراء في صندوقها الخلفي بطريقة فريدة بديعة!
ويسترسل لوصف حال من يركب سيارة وطبيعة الاحاديث بينهم لنجد انفسنا أمام سيل هادر من النصائح والحكم والتي شغلت اكثر من نصف القصيدة بعد توطئة جمالية بدعاء ووصف للبيئة المحيطة به من مزون وحاجة الانسان والحيوان الى الماء، ثم السيارة وراكبيها ووصف حالهم في هذا الصندوق وفِي كل شؤون الحياة وكما بداها بدعاء ختم القصيدة بدعاء له ولوالديه ولمن يستمع النصح
حقيقة انها قصيدة بديعة ملئت بجمال الوصف وبراعة النقلات وجودة سبك النصح الاجتماعي الحكيم، وقد نتقل الشاعر الشويلعي بين افكاره وعرضها على جمهوره بسحر خفي وسرعة وكأنه طائر قمري يتنقل بين أغصان الشجر قبل أن تطرف عينك، وهذا مما لاشك فيه دليل براعة وتمكن كبير بادواته الشعرية الراقية التي سخرها لامتاع جمهوره وتمرير رسالته الشعرية في الوصف والنصح بطريقة شاهقة الابداع.