أعدو مع التيهِ لا سمعاً ولا بصرا
ولا سراجاً منيراً في يدي لأرى
كلُّ المصابيحِ من مشكاتِهِ انطفأتْ
لمّا تجلى صباحاً مشرقا نضِرا
مشتتٌ لستُ أدري كيفَ أجمعُهُ
بين السطورِ حديثاً بالغاً أثرا
ولستُ أملكُ مكنونَ الجمالِ ولا
حملتُ في خَلَدي شمساً ولا قمرا
وليسَ في القولِ معنىً سوفَ يُنصفهُ
مهما تقرّحتِ الأفكار والشُعرا
وليسَ ينصفُ خير الخلقِ من رجفتْ
أوزانُهُ ورمى الأقلامَ مُنبهرا
وخاطري خرّ مغشيّا عليه فقدْ
أعيا المعاجم لما وصفه عبرا
إنّي وكلّ أحاسيسي التي اهترأتْ
مازلتُ أطمعُ أن ألقاهُ مُقتدرا
أُغرّبلُ الشعرَ أوزاناً وقافيةً
وأنتقي خيرَ ما أُوتيت أو نَدُرا
يا أيها الحرف قبِل رأسَهُ شرفا
وركبتيه وصِرْ تحت النعال ثرى
عانقْ خُطاهُ وبح دوماًبسنتِهِ
واملأ سطورَكَ من أحواله عِبَرا
خير البرية محمود الصفات أتى
نورا أضاء على الأكوان وانتشرا
فمن سُلالة إبراهيمَ جاءَ لنا
نسلاً عظيماً تجلّى صفوةً وقِرى
خير الأنام ومولاهم وسيدهم
بالصدقِ يُعرفُ واسألْ من بهِ كَفرا
سيخبرونكَ أن الصدقَ ديدنُهُ
وبالأمانةِ في أخلاقِه أشتهرا
فكانَ أفضلَ أهلِ الأرضِ قاطبةً
قبلَ الرسالةِ سبحانَ الذي فطرا
ما كانً يفعلُ فعلَ القومِ إذ جهلوا
إلا التعبّدَ للمولى بغارِ حِرا
حتّى النبوّة أعلى الله هامتهُ
بالمعجزاتِ وقوّى دِينهُ سِورا
وقامَ ينشرُ دينَ اللهِ مصطبراً
على الأذيّةِ حتى ذاعَ وازدهرا
وما تقهقرَ أو كلّتْ عزيمتُهُ
خيرُ البريّة مهما أسرفوا اصطبرا
كانتْ قريشُ بِمن فيها معاديةً
وكانَ حولَهُ أفرادٌ من الفُقَرا
فاستضعفوهُ وزادوا في تجبّرهمْ
وحاصروهُ وساموا قومَهُ ضررا
وسارَ يثربَ والصديقُ صاحبُهُ
نعمَ الرفيقُ أبو بكرٍ إذا حضرا
والمعجزاتُ بنصرِ المصطفى رسمتْ
ما ليسَ يتركُ في صدقِ النبيِّ مِرا
فعن سُراقةَ حدّثْ واحكَ قِصتَهُ
مع الرمالِ إذا ما خيلُهُ عَثُرا
شكوى البعير .. وضرعُ الشاةِ إذْ حلبتْ
من الجفافِ .. وشق يقسم القمرا
يا أكرمَ الخلق سبحان الذي انسكبتْ
هِباتُهُ فتقوّى الدينُ وانتصرا
وعُدتَ مكةَ تعفو عن تكبُرِهمْ
هم الضعافُ وأنت الانَ من غفرا
تدع الأنامَ إلى الإسلامِ كي يلجوا
في دينِ ربكَ من بعدِ العِدا زمرا
صلى عليكَ إلهُ الكونِ ما شرقتْ
شمسٌ وما انفلقَ الإصباحُ وانتشرا
الفقير إلى ربه / أحمد بن محمد بن أحمد زقيل..