وهو ماكان يسمى في العهود الاسلاميه الفارطه ( مال المسلمين)وحرزه يسمى(بيت مال المسلمين) والقيّم عليه الدوله وتضع القوانين والانظمه الكفيلة بجبايته وحمايته وحفظه والمملكة العربية السعودية وضعت تلك القوانين والانظمه مستنبطة من دستورها وتعاليم دينها الاسلامي الحنيف مع الاستفادة من الانظمة المحاسبية والقانونيه الدوليه مما لايتعارض مع الشريعه .
وخصصت جهات حكومية مختصه بالاهتمام بهذا المال وصيانته وصرفه في الاوجه العامة والخاصه العائده بالنفع العام والخاص وفقاً للنصوص والاحكام المنظمه فهناك جهات مسؤولة عن الايرادات والمصروفات وجهات أخرى لتنظيم الصرف وموازنته والحفاظ على الملاءه المالية للدوله وما يصرف من نفقات ومستحقات
ورواتب ومكافاءت وتعويضات وغيرها والمحافظه على الاحتياطي المالي وهناك جهات رقابيه للمراقبة اللاحقه مسؤولة أمام ولي الامرتقدم تقاريرها وملاحظاتهامن حين لاخر وهناك أخرى للنزاهة ومحاربة الفساد بأنواعه المالي والاداري والاخلاقي ولاشك بأن جميع هذه الجهات تقوم بواجباتها ومسؤلياتها وتتحرى النجاح فيما أوكل إليها ، ولكن ومماهو مسّلم به أن لكل عمل هفوات
ونقائص وتقصير وتجاوزات لاسباب كثيره منها ضعف الرقابه ومنها ضعف النفوس لدى البعض ومنها سعة الذمم عند اخرين ومنهاضعف الوازع الديني وقلة المعرفه بتعاليم الدين وخصوصا مايتعلق بالمال العام وحرمته ، فتحضر هنا المحسوبيه والواسطه والرشوه التي تمنع الحقوق وتعطي مالا يستحق وتضرب بالفضيلة عرض الحائط ، وهذه تنمو وتغلغل اذا ترك الحبل على الغارب وتسبب ماالله به عليم من مصائب وازمات كبيره تعيأ معالجتها وتتعمق أثارهاالسلبيه .
ولايقف في وجه نتائج الفساد الكارثيه الارفع راية القضاء عليه واقتلاعه من جذوره وملاحقة عتاولته وزبانيته سابقاً وحاضراً ولاحقاً دون هواده وعدم سقوط أي تهمة بالتقادم مهما طال زمنها ومهما صغر حجمها ليرتدع الجميع لتبرأ الذمم وتحيا الفضيله وتصان الحقوق وتعم الطمأنينه بالدولة والمجتمع .
وللتذكير لمن يعلم وللتوضيح لمن لايعلم فإن مكونات المال العام كثيره ومنها على سبيل المثال لاالحصر:
1. مشروعات البنيه التحتية الاساسيه كالمباني الحكوميه والطرق والجسور والاناره والاشجار والمواني والمطارات والمواني الجافه
2. الدور الاجتماعيه كالمرافق الصحيه ودور الايتام
والجمعيات الخيريه
3. دور العبادة كالمساجد والمصليات ومرافق التعليم العامة والخاصه
4. الخدمات العامه كالكهرباء والمياه والصرف الصحي
5. الاراضي الحكوميه سواءً كانت فضاء اواقيم عليها مشروعات حكوميه اوغير حكوميه
وكل هذه وغيرها من الممتلكات والموجودات الحكوميه
مال عام ملك للدوله وللشعب والمجتمع ولايجوزالتعدي عليها بحال محرمة حرمة شرعيه وحرمة نظامية قانونيه فما ليس لك وحدك لايحل لك الا بحقه
قال الله تعالى (ومن يغلل يأت بماغل يوم القيامه)
وقال تعالي (ولاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)
وقال تعالى(والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ياايهاالناس إن الله طيب لاقبل الا طيبا وان الله أمرالمؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بماتعملون عليم)
وقال عليه الصلاة والسلام ياتي على الناس زمان لايبالي المرء ما أخذ منه أمن حلال أم من حرام
وقال إن اناساً يتخوضون – يتصرفون – في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامه
وقال من اخذ شبرا من الارض طوقه سبع ارضين
وقال لكعب بن عجره لايربو لحم نبت من سحت الا كانت النار اولى به
و الآيات والاحاديث في هذا الموضوع كثيرة وخطيره
والانسان على نفسه بصيره وربماينفع الله بهذا المقال المتواضع نفوساًتنتظر بيان الحق فتقلع عن الباطل
ومن الامثله على ذلك انني كنت اعمل بأحد الاجهزة الحكوميه فجأني موظف بالصباح الباكر وسلمني مظروفاً ففتحته ووجدت به خرامه ورق ودباسه ومسطره وبعض الاقلام فقلت ماهذه قال هذه اخذتها من الاداره هنا ليستخدمها اولادي وعرفت انها من المال العام وانها لاتحل لي فرجعتها لعل الله يتوب علي ومن المفارقات العجيبه انه توفي بعد ذلك بقليل فلله الامر من قبل ومن بعد .
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/١/٢٢للهجره
المشاهدات : 52032
التعليقات: 0