أن تحب أو تكره، تقبل أو ترفض، تستقبل أو تُودع، تقف هنا أو تذهب حيثما تُريد، فهذا شأنك وقرارك ليس لأحد أن يسألك لماذا أو كيف أو أين أو ما هي المصلحة؛ أنت رجل راشد تعلم ما تفعل، فكيف سيكون الحال عندما تكون منظمة أو مؤسسة أو أكبر من كل هؤلاء؟
هل يعقل أن تنتظر أحد السفهاء أو ثرثاري الإعلام ومرتزقته، من صنع الوهم وروجه وجعل منه حقيقة، ليس لك الحق أن تتساءل حيالها أو من يسوق لها بُغية ابتزاز الشعوب ونشر الفوضى وبلوغ المنابر المتاحة وغير المتاحة، وكأنك خُطفت اليوم وسُرق مالك، وانتُهكَت حريتك قبل يومين فقط.
الغريب هو ذاك التعايش والسلام “والأكل من ذات الإناء” وعندما يأتي من يجلس إلى جوارك ترفضه وتحرم عليه وتُندد به وكأنَّ جار الأمس عدو اليوم. في أوقات مضت كان لدي هاجس أرفضه ويبدو أنني مكرهًا سأتعايش معه، لهول وقبح ما أراه من كذب وتناقض وصعود على أكتاف قضايا كنت أعتقد كغيري أنَّها من المسلمات.
هل تعتقد بأنني سأصدق بعد اليوم وأستمع لهذا الصوت النشاز وأنت تَفجُر في خصومتك على مرأى العالم أجمع، ثم تمد يدك الأخرى تطلب العون والمساعدة بحق الأخوة “والعيش والمخلل” أي قوم أنتم؟ ماذا تريدون وأي صفات وجينات بشرية تحملون؟.
هرمنا معكم ونحن ننادي ونرخص الغالي والنفيس، نشجب ونستنكر ونحن نعلم “أي والله” بأن الخاتمة، أين مالك؟ وهل لي بحفنة دنانير لعل فقراء الفكر تجار الأزمات “يسترزقون” قبل أن تقطع دابر هذا الهراء وتستأصل منظريه وتجعله من الماضي لأنه الآن كذلك.
لست مؤيدًا أو مُعارضًا، ولم أكن ضد حق يطلب أو عودة أرض سُلبت، أنا إنسان فقط، أشعر بما يشعر به محبو البشرية والسلام، وليس ما تريده أنت وتنظر له، أنا لست معنياً بقوم أو طائفة أو فئة، ولست معنيًّا بمن أنت، أنا مع العدل والحب ونشر ثقافة الإنسانية وأرحب بها، لن أتخلى عن مبادئي وأركب موجة لن تصل بي أو بمن أحب إلى بر الأمان.
إن كنت تريد أبواقًا للنياح ورفع الصوت فهذا شأنك، لن أفعلها بعد اليوم.
لديك تلك السيدة الشمطاء تكذب ليلاً ونهاراً”وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى — وليلى لا تقرُّ لهم وِصالاً”.
ومضة:
أما آن لك أن تعقل، الأرض أرض الله والبشر هبته.
يقول الأحمد:
لا تصنف النَّاس، مع وضد، بل هذا إنسان وذاك لديه إنسانية أنت لا تعترف بها.