“أنا أخو نورة”.. قصة الأخت المفضلة للملك عبدالعزيز وعضيده في مسيرة التوحيد في خضم الاحتفالات بالذكرى التسعين لتوحيد المملكة، أردنا أن نلقي الضوء على الدور الحيوي للأميرة نورة بنت عبدالرحمن بن فيصل، شقيقة الملك عبدالعزيز في تأسيس المملكة، وخاصة أنها كانت تعمل مستشارة خاصة لشقيقها، وكانت بمثابة الصندوق الأسود الذي يودع فيه الملك كل أسراره.
ووصف المؤرخون الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، التي ولدت في الرياض سنة 1875م، بسيدة المملكة الأولى، التي تتصف بعقل 40 رجلًا، وذلك لدورها الحيوي في تأسيس المملكة، إذ كانت تعمل مستشارة للملك، مع تكليفها بإدارة أمور القصر الخاصة بالنساء، بالإضافة إلى استقبال ضيوف المملكة من النساء.
ويروون أن تعلمها القراءة والكتابة في زمن كان يندر فيه وجود نساء متعلمات، أحد أسباب وعيها المبكر بما يدور حولها من أحداث وتطورات، بل أحد العوامل التي ميزتها عن غيرها وجعلتها صاحبة حصافة وحكمة ورجاحة عقل ،علاوة على تمتعها بالحس السياسي.
محطة الكويت
وغادرت الأميرة نورة مسقط رأسها في سن السادسة عشرة مع والدها الإمام عبدالرحمن وأمها سارة بنت أحمد بن محمد السديري، وبقية الأسرة إلى الكويت في أعقاب معركة المليداء سنة 1891م، التي هزم فيها أمير حائل محمد بن رشيد أمراء القصيم الموالين للإمام عبدالرحمن.
أنا أخو نورة
وكان الملك المؤسس يفتخر بقول “أنا أخو نورة” عندما تلمّ به الملمّات، ولازمته هذه العبارة في معارك توحيد المملكة، في دلالة على ارتباطه بشقيقته التي تكبره بعام واحد.
فكانت -رحمها االله- عاملا مهما في شحذ همة أخيها عبدالعزيز في السعي نحو استعادة ملك آبائه، فعندما عزم على الخروج من الكويت لاستعادة الرياض، بكت والدته بكاءً حارًا، غير أن نورة شجعته، فدخلت عليه قائلة: “لا تندب حظك، إنْ خابت الأولى والثانية فسوف تظفر في الثالثة، ابحث عن أسباب فشلك، فالرجال لم يخلقوا للراحة”، وهو ما كان أحد أسباب نجاح الملك عبدالعزيز في فتح الرياض سنة 1902م.
الزواج من الأمير سعود الكبير
وبعد فتح الرياض تزوجت نورة في عام 1905 من الأمير سعود الكبير، فأنجبت له الأمير محمد بن سعود الكبير الملقب بـ«شقران»، ثم الأميرة حصة، فالأميرة الجوهرة التي تزوج بها الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز وأنجبت له ابنة وحيدة هي الأميرة الراحلة مشاعل الفيصل.
ويذكر المؤرخون أن الأميرة لعبت أدوارًا مؤثرة من خلف الكواليس في سبيل استقرار البلاد، إذ اعتمد الملك عليها في بعض الأمور ذات الصلة بشؤون القبائل، ولا سيما تلك المتعلقة بالنساء، كما أشرفت على تسيير أمور نساء العائلة وشؤون القصر الداخلية وكانت تلعب أيضا دور المستشار لشقيقها الملك في أمور كثيرة، حيث كان دائم اللجوء إليها والحديث معها والبوح بأسراره لها.
السيدة الأولى
وعهد الملك عبدالعزيز، إلى الأميرة نورة دون سواها من أخواته، بمهمة استقبال ضيفات البلاد من النساء الأجنبيات، خصوصا في موسم الحج، فكانت تؤدي مهام السيدة الأولى بحرص ودقة سواء لجهة واجبات الاستقبال والضيافة للنساء الزائرات من ذوات الشأن أو لجهة تقديمهن لزوجات الملك وبناته وأخواته، أو لجهة مرافقتهن لزيارة معالم البلاد المهمة.
وتوفيت الأميرة نورة عن عمر ناهز السابعة والسبعين في شوال 1369هـ/ يوليو 1950م، بعد أن أصابها مرض لم يشخصه الأطباء.
ترميم قصرها على نفقة ولي العهد
يذكر أن ولي العهد وجه أواخر العام الماضي بترميم قصر الشمسية، الذي بناه الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ لشقيقته الأميرة نورة، وذلك على نفقة ولي العهد الخاصة.