ليس من العدل أن تشبه الآخرين لتنال إعجابهم وليس بالضرورة أن تكون “نسختهم” لترقى إلى مستواهم.
لم أجد أسوء من ذاك الرجل الجالس ينظر ذات اليمين وذات اليسار ينفث دخان سيجارته ثم ينظر إلى الأعلى وكأنه يُخاطب الملائكة وهو يرتدي رداء الأخلاق والقيم والمثل العليا ثم يسقط على هذا الرجل البسيط الذي يقوم على خدمته مُقابل حفنة من “الريالات” سيجارته الواحدة تكفيه لشهر كامل.
أمثال هؤلاء هم من يصنف البشر ويطلق المصطلحات ويجعل من الاختلاف خلافاً يعيشون على قضايا البسطاء ويقتاتون عليها، ثم يتنكرون لهم ويحتقرونهم وكأنهم من سلالة غير تلك التي نعرفها.
يقول أحدهم كيف لك أن تنزل لمستوى هؤلاء “البيئة” وكأنَّه لم يعلم بأنه ابن تلك البيئة نشأ وترعرع وتعلم وعاش فيها أكثر من نصف عمره شوارعها وأحيائها أحبها وأحبته “كان يوم ما” ثم قلب لها ظهر المجن بعد أن أصبح “السيد”.
البعض لم يعد يقيم وزناً لدول أو منظمات أو مصالح مشتركة فما بالك بأفراد، هؤلاء حسب تقييمه فئة الفقراء عليك أن تتعامل معهم بأسلوب الجزرة والعصا وهؤلاء طبقة “الحرامية والنصابين” ليس لهم أمان وآخرون يعودون لسلالة “يأجوج ومأجوج” وهكذا حتى يهيئ لك بأن العالم يسجد تحت قدميه وينهل من منهله الفاسد.
أشفق عليه أيما شفقة رفض “سيد أخلاق” لمجرد اختلاف في ثقافته وتنكر لكل مشاريعه الخاصة بغية السمو بعرقه”الأبيض”.
يقول أحد “مثقفيهم” عليكم أن تبدأوا أولاً فلستم أفضل حالا منِّا أنتم من زرع الفرقة وجعل الطبقية أممية بين الشعوب، بمثل هذا كيف لنا أن نمضي أليس الأجدر به أن يقوم بما يجب وليس بما يخاف أن يخسره مقابل الشارع الذي يحاسبه على أقواله علماً بأنه من وضع حجر العثرة هذا، وعليه أن ينزل من برجه ليرفعه عن طريق المارة، علَّ وعسى أن نجد مسلكاً أفضل يسهل علينا أن نتخذه دون مشورته أو الإضرار بوقته الثمين.
حساباتهم السياسية وخلفياتهم الثقافية جعلت من وجودهم “مرض” علينا أن ندعوا لهم بالشفاء عاجلا غير آجل فهم العدوى فحذروهم.
ومضة:
فقدت الأمل ومعك انتهت آمالي.
يقول الأحمد:
العلاقات الإنسانية لن تحتاج موافقتك أو مباركتك.