بما أنك لن تعيش أطول من عمرك ولن يتجاوز يومك أربع وعشرين ساعة وليس لك القدرة لتُغير من حولك فلماذا لاتُهوِّن عليك وتجعل كل هذا درسًا تتعلم منه وتستمتع بأنعم الله متجاهلا ما قد يُعكر صفوك وتنظر إلى الحياة بشكل مُختلف فمهما فعلت لن تستطيع أن تبدل أمرًا قد قضي أو تُعيد ما فات ومضى بل ستجعل من حياتك حطبًا لنار تستعر أنت وحدك ستطفئها إن أردت.
جاري أبو مالك كان يظن أنّه يملك زمام الأمور وجاء منتشيًا فخوراً بما أنجز، وماهي إلا لحظات وانقلب على عقبيه ساخطا يندب حظه ويرمي كل من حوله بعدم الفهم بعد أن تناسى من يسكن إلى جواره وما تمَّ الاتفاق عليه وأخذ يشتم هذا ويحقر ذاك وكأنه رسول سلام لهم وعليهم اتباعه والويل والثبور وعاقبة الأمور لمن خالف أمره.
الحياة أجمل عندما نتعاطى معها بحلوها ومرها كيفما تأتي.
وليس كما تريد يا جاري العزيز أنت لم تخلق لنشر أفكارك الخاصة ومعتقداتك التي تمارسها في منزلك ثم تريد أن نلتزم بها ماذا وإلا فأنت تعيش وسط مجموعة من الأغبياء السذج لعدم الامتثال لك.
ما يجعلك تنبش الأسى وتدور في رحى الحزن والألم هو أن تجعل من نفسك وما تؤمن به مسارًا لكل سالكي هذا الطريق.
كنت يومًا مثار شفقة الأحبة والمقربين قبل الأصحاب المبتعدين
فلا تجعل ما تبقى لك
بكاء ونياحة وياليت يسبقها حسرة فنبرة عصف ذهني متبوعة بلماذا وكيف وهل لنا إلا ماقد كتب.
دع الأقدار تفعل فعلها وترقب الأحداث كما هي فلو كان لك قدرة لكنت صانع مثلها أو أسوأ منها.
الوقت يمضي مسرعاً وعدد خطواتك يبطئ أكثر فأكثر هل سألت نفسك يوماً ماذا جنيت لتعيش محبطًا ينشد كمالا لن يتحقق وآمال أصبحت ذكريات ماضية.
الظن بأن الناس كلهم سواء هو بعض إثم لايستقيم به حال ولا يحكم به على مآل.
لن يشبهك أحد مهما فعلت ولن يتخذك قدوة إلا من يرى منك ما يسره ويرفع منزلته.
وثق بأنَّ الناس إن أجمعت في العلن فمنهم من يرفض همزا ولمزا.