دعوني أكمل ولا تهاجموني
نعم نحن نحب الكاذبين ، بدليل تجد أن الكاذب يطيل في الحديث ويطيل ويطيل ويأتي بالأدلة والبراهين والشواهد في حديث مفصل ومنمق ونحن هنا بدورنا نفتح كلتا الأذنين وربما حتى الفم ونلوي رؤوسنا متعة للاستماع وقد نصفق له بحرارة.
وهذا ماجعل هذه الفئة تكثر وتتكاثر وتحوله فنا من الفنون وتأخذه حتى مصدر رزق كما رأينا الكثير في منصات التواصل الاجتماعي عندما كذبوا على الناس بشراء أسهم في شركات وهمية أو حتى مضاربات في صفقات أيضاً وهمية وغيرها.
وقد يكون الكذب حتى داخل الأسرة الواحدة.
لا أعلم لماذا نميل أحياناً أشد الميل لهم ، هل هو ضعف الوازع الديني لدينا ولديهم أم بغية تغيير نمط معين مللنا وجوده ، أم هو بغية تغيير واقع ؟! أم الهروب من واقع مرير ؟ أم جميعهم ؟!
طبعاً سوف أجد من يقول أن المُجامل كاذب ، لا ياعزيزي ولا يا عزيزتي المجامل ليس بكاذب وتختلف اختلافا كُليا عن الكذب
هي التودد لأشخاص و جبر لنفوس أشخاص آخرين وذكر محاسنهم ومداراة مشاعرهم وهي فضيلة
أما صفة الكذب ونشره مفسدة من المفاسد العظيمة في المجتمع ويؤدي إلى الضرر الجسيم.
حقيقة أجدها مأساة حقيقية عندما نستمع للكذاب ونستمتع بترهاته وخزعبلاته ألا منتهية ، وأجد الساذجين حوله يزيدون ولا يتناقصون ، حقيقة أخرى أنا أحيانا من أولئك الذين يميلون لهم بغية الهروب من شيء ما مللته.