جبر الخواطر هي صفة إنسانية وخلق ديني عظيم من يحملها في قلبه دل ذلك على سلامة نفسه وفطرته ونقاء روحه وإيمانه بربه، فلا يمكن أن يصدر من صاحب النفس الطيبة والأخلاق الحسنة كلمة أو فعل توقع الحزن في قلب شخص آخر.
ايضاً هو سر سعادة الإنسان وإن كان مبدأ مختلفاً في تعاملاتنا اليومية لما كان في العالم حقد او غل او كراهية من الرغم من ببساطة الأفعال الا ان اثره عميق على نفوس البشرية وكلمة طيبة صادقة تكفي لإسعاد قلب مكسور .
ونقصد بجبر الخواطر وهو تخفيف الام الحزن والهم ، ونتعامل مع الناس برفق وطيبه وحنان ولين فلا نفعل سوى مايرضى الله رب العالمين .
وماخلقنا الله سبحانه وتعالى الا ان نكون عوناً لبعضنا لبعض فتحث جميع الأديان السماوية على ضرورة مبدأ الإحسان في التعاملات الإنسانية فقد ورد الكثير من الأيات القرآنيه ولأحاديث النبويه تحث على جبر خواطر الناس بشتى الطرق المختلفة لما فيها من اجر واثر عظيم في النفوس البشرية .
ومن أعظم الأمثلة التي تدل على مكانة جبر الخاطر في الإسلام هي قصة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع الأعمى التي ودر ذكرها في سورة عبس في قوله تعالى :”عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى..
أيضًا مما جاء في السنة النبوية الشريفة ويحث على جبر الخواطر وعظم أجرها من الله سبحانه وتعالى هو قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- :”من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة“، فإن نفست عن مؤمن كربة ألا تجبر بذلك خاطره، وإن يسرت له ما تعسر من شئون ألا تجبر بذلك خاطره، وإن سترت عيبه وحفظت سرت ألا تطمأن قلبه وتهدأ من روعه وتجبره، فجبر الخواطر يمكننا العثور عليه دائمًا في شتى الأمور وإن لم يذكر صراحةً نستدل عليه من أثره.
وغيرها الكثير والكثير من الأفعال التي لا يمكن إحصاؤها فجبر الخواطر ينبغي أن يكون حاضرًا في أذهاننا في كل وقت وحين ليشمل كافة تعاملاتنا مع الآخرين.