كلمه سقط هذه التي ربما لاتعني شيئاً عند أكثر المتلقين وهي ليست كذلك بل لها عدة معاني منها ماهو جميل ومنها عادي ومنها مكروه ومنها كبير في معناه شديد الوطأة في محتواه أما الجميل في معنى هذه الكلمه اذا وضعت في جملة مفيده مثل سقط المطر، والعادي مثل سقط السوط والمكروه مثل سقط الطالب اي رسب أوسقط الجنين، وأما مانحن بصدد الخوض فيه أوكما يقال بيت القصيد فهوالكبير في معناه شديد الوطأة في محتواه ومن ابسط مايطلق عليه (سقط المتاع) والمتاع هو مايتمتع به الانسان في حياته من أغراض وادوات وطعام وغيرها ويسمى سقط المتاع اذالم يعد لذلك المتاع أية أهميه ولاينتفع به بعدأن كان ذا أهميه وربما اهمية قصوى ، ويقال أن أول من قال هذا وتمثل به الشاعر قطري بن الفجأه في بيت من الشعر اذ قال :
وما للمرءِ خير ٍ في حياة ٍ & اذا ماعُدَّ من سقط المتاع ِ
والشاعر أطلقه مجازا على الانسان الذي ليس بذي أهميه أوليس له دور في الحياه أوكان ذا أهميه في السابق ويشار اليه بالبنان ثم صار لاشيء كمن كان صاحب مبدأ وتخلا عن مبدئه او كان ذا راي ثم لم يكن كذلك اوكان سخياً كريماً باذلاً أو قوالاً للحق اوعابداً او داعية أو قارئاً للقرأن الكريم ثم ترك ذلك كله فكان كما قال الشاعر يُعد كسقط المتاع أي مثله كمثل المتاع الذي لايلفت النظر والانتباه ولايهتم به احد ولايستفاد منه لابيعاً ولا شراءً ولاإهداءً ولاأنتفاعاً ومن ينطبق عليه هذا الوصف يكون حتماً عضواًمشلولاً ولبنة معطوبه في المجتمع أضف الي ذلك إذامع سوء وضعه أمتهن أذية الناس بالقول والفعل فلاخير يرجى منه ولاكفى شره خلق الله ، ألم نرى اناساً سلبيين ضررهم أكثر من نفعهم مثبطين مخذلين لايريدون رفعة لأحد يهوون لانفسهم الدعه والسكون المميت وأخرين نسوا جدية الحياة وأهمية وجودهم فيها فأخذهم اللهو والاستهتار بكل شيء ويريدون الناس كذلك بل ويسعون لذلك إنهم كثيرون في وقتنا هذا يجيدون الهدم ولايحسنون البناء ، ومع ذلك نراهم يقيّمون الناس علي أمزجتهم فيمدحون هذا ويسبون ذاك عدواً بغير علم ويرون أنهم لايختلفون عن غيرهم من الاسوياء ولايهنأ لهم بال حتى ينالون من فلان وعلان وخاصةً ممن هم ليسوا في ركابهم في الانسداح والانبطاح ومن صفاتهم أنهم يغتمون من نجاح الاخرين ويتمنون زوال الخير عن الصالحين والمصلحين لا لشيء الا لأنها فسدت مشاربهم ونياتهم ويريدون ذلك لغيرهم أنهدمت معنوياتهم فلا يستطيعون اللحاق بركب الناجحين ، ولاشك ان الكثير منهم لايرى نفسه كذلك بل زين له سوء عمله قال الله تعالى (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ولاغرو فإنهم في زمن ( ينطق فيه الرويبضه) وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس سنوات خداعات يُصدق فيهن الكاذب ويُكذب الصادق ويُؤتمن الخاين ويخوّن الامين وينطق فيهن الرويبضه قيل وماالرويبضه يارسول قال التافه يتكم في أمر العامه انتهى الحديث
ويقول احد الشعراء
خنافس الناس تجري في أعنتها
وسابح الخيل مربوط ٍ الي الوتد ِ
وأكرم الأسد محبوس ومضطهد
وأصغر الدود يسعى غير مضطهد ِ
وأتفه الناس يقضي في مصالحهم
حكم الرويبضةالمذكور في السند ِ
وفي ظني أن هذا العصر هو زمان هؤلاء وقد هيأت لهم التكنولوجيا والتقنيه الحديثه والاجهزة الذكيه التي في رايي ليس لها من اسمها نصيب لانها تفسد أكثر مما تصلح وأفسادها يتعارض مع الذكاء الذي أطلق عليهاوقد يعارضني في رايي الكثير ولكن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضيه كما يقال .
اللهم أحفظ لنا أمننا وديننا وقادتنا ووطننا واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولامضلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٢/٣٠للهجره