هاكم القصة، وانسجوا أنتم ما يروق لكم من نهايات، فالقصة التي تستحوذ عليك، وتجذب اهتمامك تعتمد على الصراع بين الخير والشر، وفي الأغلب يعوّل القارئ على نهايات سعيدة تكون لصالح الخير، ولكن النهايات المفتوحة التي لا ينتصر فيها خير ولا شر أجمل وأكثر تشويقا.
قصتنا: “لم يكن يشعر بمعنى لوجوده، وهو عاجز عن توفير أدنى متطلبات الحياة، وكلما تقدم به العمر تضاءلت أمامه الفرص، وزاد عبء الإلتزامات عليه، ولكن الأحلام الوردية التي ينسجها خياله عن بيت يضمه وأولاده تلح عليه، وكلما أعاد حساباته أكتشف أن العمر تركض أيامه وهو في عجزه مقيد”.
إلى هنا تتوقف القصة بحثا عن نهايات لكم حرية إختيارها، وسأعود للحديث عن أولئك القادرين على كتابة النهايات السعيدة -بقدرة الله سبحانه- لكل مواطن يعيش وكل طموحه مأوى يجمع فيه أفراد أسرته، ومن أولئك المطورين العقاريين الذين وجدوا في مشاريع التطوير العقاري فرصة ذهبية للثراء السريع، فسعوا لدخول سوق العقار مقاولين لا يعنيهم إلا الربح والربح فقط، مستفيدين من الدعم والقروض التي تقدمها الدولة تسهيلا للمواطنين للحصول على منزل العمر.
التجارة لا تعترف إلا بالأرقام، ولغة الأرقام جافة إلا أنها مقنعة دائماً، وأمام لغة الأرقام يزيد الجشع والطمع، فقِلة من رجال الأعمال والمطورين من يرضى بمكسب بسيط وخاصة في مشاريع البناء والتعمير، ولكنني سأتوقف أمام شخصية قدمت عملاً نبيلاً مر مرور الكرام دون أن يجد ما يستحق من الإحتفاء بل والمباهاة والفخر بمثل ذلك العمل الخير الذي بذل لوجه الله أولاً، ولشعور مُقدِمه بالمسؤولية الإجتماعية، وأن قراره سيسهم بشكل ما في كتابة نهاية سعيدة لقصة معاناة مستمرة حتى وإن كان العدد المستهدف بسيطاً ولكن أثره عظيم، وسيظل، فمع أحداث الإحتفاء باليوم الوطني الـ90 للمملكة -أدام الله نعميها وحفظ قيادتها وشعبها- أعلن رجل الأعمال “راضي السنيد السلماني” عن تخفيض قيمة 9 وحدات سكنية بواقع 100 ألف ريال لكل وحدة سكنية دعماً منه لميسوري الحال ليتمكنوا من شراء منزل، وكان لقراره تخفيض هذا المبلغ الكبير أثر أكبر، وليس بمستغرب عليه هذا الفعل وهو المبادر والسباق دائما لفعل الخير، وفي فعله صورة مشرفة يحتذى بها، وليت أولئك المطورين يحذون حذو “راضي” ولكن الأفعال صعبة إلا على الرجال الخيرين.
القصة التي كتب مقدمتها رجل الأعمال “راضي السنيد” بعطائه وبذله، يجب ألا تنتهي وأن يحمل لواء استمرار المبادرة غيره بأي شكل من الأشكال التي تدعم المواطن وتسهم في تخفيف الأعباء عليه وخاصة في الحصول على مسكن، وقد تكون تجربة السنيد في لجنة تراحم أطلعته على الكثير من أحوال الناس والمعاناة التي يكتنفها الصمت، فاختار المبادرة وأن يعلق الجرس لعل حائل تكون مثالا يحتذى به، ولراضي نقف احتراما لمواقفه النبيلة، فدمت ودام عطائك يا ابن الأكرمين.