دشنت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، إنتاجها من المياه المحلاة في محطة تحلية حقل، قبل موعده المحدد بثلاثة أشهر، بطاقة إنتاجية تبلغ 17,000 متر مكعّب من المياه المحلاة يومياً، تلبيةً للطلب المتزايد على المياه بالمحافظة والقرى المحيطة، وتمثل المحطة الجديدة إحدى مشاريع (التحلية) التنموية، التي تستهدف من خلالها تعضيد مواردها المتنوعة، وتعزيز قدراتها الإنتاجية، لضمان استمرارية إمدادات المياه للجهات المستفيدة.
وتواكب محطة تحلية حقل مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجالات خفض استهلاك الوقود والنفقات التشغيلية والمحافظة على البيئة، لكونها إحدى ثمار مبادرة استبدال تقنيات التحلية في المحطات الصغيرة بتقنيات حديثة، سيكون بمقدورها تحقيق وفر في استهلاك الطاقة بمقدار (3500) برميل مكافئ يومياً من الوقود، وخفض في تكلفة إنتاج المياه المحلاة بما يزيد عن 80٪، علاوةً على تحقيق رقم جديد في استهلاك الكهرباء لمحطات التحلية الصغيرة التي تعمل بالتناضح العكسي، يبلغ أقل من (3 كيلووات) لكل متر مكعب.
وعززت التقنيات الحديثة التي اعتمدتها “التحلية” بمحطة حقل عاملي الجودة والتكلفة، من خلال مساهمتها الفاعلة في تزويد المحركات الرئيسية للمشروع بنظام VFD الذي يزيد من مقدار كفاءة الطاقة الكهربائية ليصل إلى 98%، ودعم نسب التناغم في نظام التوزيع الكهربائي، مع إضافة أجهزة حديثة لقياس جودة المياه على امتداد خط العمليات، أبرزها جهازي تحليل كثافة الطمي SDI، وتقنية الفلتر الذاتي التي تضمن سلامة وجودة المياه ذاتياً.
وتمكنت الكفاءات الوطنية الهندسية والفنية في التحلية من تحويل جميع العوائق والتحديات بسبب تداعيات جائحة كورونا (كوفيد 19)، إلى دوافع إيجابية وحوافز معنوية توجت جهودها مع مقاول المشروع على إنهاء التصاميم الهندسية وتصنيع وتوريد المواد، وإكمال الأعمال البحرية والإنشاءات المدنية، علاوةً على انجاز التركيبات الميكانيكية والكهربائية، وإجراء الاختبارات اللازمة، إلى جانب القيام بمهام الإشراف على البروتوكول والإجراء الفني المعقد للتشغيل، مع التقيد التام بالإجراءات الاحترازية خلال كافة مراحل المشروع وتطبيق أعلى معايير الأمن والصحة والسلامة.