الخبره والتجربة ليست بالشئ السهل اليسير فقد تعيش عمرا كاملا وانت تبحث عن شئ واحد وقد لا تصل اليه .
دائما يكون هناك شد وجذب بين الأجيال وكأن المشاهده الاولى تنبؤ بأنه خلاف وليس اختلاف في النظره العامه.
فكلا ينظر لها من خلال خبرته وهنا الفرق وهذا ملاحظ على مستوى الأسر فالابناء يعتقدون غالبا بأن الآباء لايراعوا مطالبهم ويختلفون معهم كثيرا علما بأن الاباء لا ينظرون لها من هذه الزاوية فحسب ولو سألت أحدهم فبالتأكيد لن يكون سعيدا وهو يشاهد أبناءه يتحاشوا نقاشا أو حتى مجالسه تجتمع فيها العائله .
ولكنهم يستشرفون المستقبل ويتطلعون له من خلال استحضار تجربتهم السابقه وقرأتهم للواقع الحالى ولسان حالهم يقول احذروا غدر الزمان ليس الا .
ولكن البعض من الجيل الحالى لهم توجه آخر فهم لايكادوا يرفعوا رؤوسهم عن الأرض بنظره قاصره لاتتجاوز حدود مجالسهم وأصدقائهم ومن يحيط بهم .
مستقبلهم يتلخص في ساعات وينتهي بنهاية يومه وعودته الى ما كان عليه (دليفري) حتى في هذه .
من هنا تشعر بوجود بعض النفور والتضاد أن صح القول .
وكأنك صانع دراما بالنسبه لهم ومخرج رائع في (الفنتازيا) المكرره الممله التى تمر عليهم بردا وسلاما .
لن تجد رب أسره يتوانى في تقدم كل ما يملك جهدا كان أو غير ذلك ولكن البعض منهم يعتقد بأن هذا عملا ملزما تفرضه عليهم طبيعه الحياه وقد تناسى هؤلاء الأبناء بأنهم يثقلوا على أسرهم ويستنفذوا طاقاتهم الصحيه والنفسية وراحه بالهم ليس لضيق ذات اليد ولكن لضيق صدورهم
وجحودهم وعدم تقدير كل ما يقدم لهم وكأننا خلقنا لنعمل لاسعادهم ثم نكافئ بكل هذا .
و مما قيل وسبق قوله وسيقال أين الموده والرحمه أيها (الأخوه الاعداء) وهذا واقع لم نكن نراه فيما مضى كان الجميع على قلب رجلا واحد .
فتغيرت الأحوال وتبدلت مظاهر الحياه ولم يعد لنا غير تلك الذكرى الجميله التى نعود لها كلما فاجأتنا هذه المدنيه الزائفة بشئ جديد .
ليست النظره القاصره هى من تفسر به بني هذه الافعال انها النظره المتعجله والصوت العالى و رؤيه الأشياء كما تحبها انت وليست كما هي في الحقيقه .
كما نردد دائما الزمان لم يتغير ولكن أنا وانت وهم من تغير .