بعض الأحداث قد تحولك داخليا، وتصنع فيك أشياء لم تكن فيك أبدا، الأحداث والمواقف وحدها تغير الطباع..
كلنا بداخله الأمل كما البذرة التي تنبت يوما بعد يوم، هناك من يسقي هذه البذرة دوما كي يجد حصادها، وهناك من تقدر الظروف عليه فتحاول قتل هذه البذرة، لكنها أبدا لا تموت… كلنا يتغير تبعا للمواقف والأحداث، كلنا قد يفقد الشغف
الشغف: هو الرغبة في فعل الأشياء..
سواء كانت الأشياء هذه واجبات أي أنني ملزم بها، أو عبارة عن روتين يومي، أو حتى شيء أحبه.
أن تفقد المقدرة على فعل شيء مطلوب منك، أو مرغوم عليه هذا أمر قد يكون طبيعيا، لأن النفس تأبى كل ما يُفرض عليها، لكن أن تفقد المقدرة على فعل شيء تحبه هذا أمر غريب!
أن تفقد رغبتك في فعل أشيائك المفضلة أو حديثك مع شخصك المفضل، أو الذهاب لمكان تستريح فيه، أن تفقد رغبتك حتى في الحديث مع نفسك، أن تجدك لا تود أي شيء على الإطلاق…!
هذا أصعب ما يمر المرء به، هذا هو فقدان الشغف هو فقدان الشهية أمام كل شيء.
أما عن أسباب وصولك لهذه الحالة فهي ليست أشياء معينه أو محددة، بل تختلف من شخص لآخر، والاعتماد فيها يكون على مقدرة الشخص على التحمل، وعلى كم الضغوط التي يمر بها، لأن فقدان الشغف لا يأتي صدفة؛ ولكنه ناتج عن صراع كبير داخليا لم يعد يُحْتمل.
من هذه الأسباب:
_استمرارك في تقبل وضع ما، أو التعايش مع أمر ما غير مناسب لشخصيتك، وغير مريح لذاتك.
_ قد يكون بسبب خذلانك من أشخاصك المقربين، أو حتى الثقة الزائدة التى وضعتها في غير محلها.
_ ربما تصل لهذه الحالة عندما تحاول كثيرا في أمر لا جدوى منه، أو عندما تصل لمرحلة الرفض المستمر لك ولأفكارك، أو حتى عندما تشعر بزيادة المسؤوليات فوق رأسك.
_ من أصعب الأسباب هي حينما تكون تحمل بداخلك شيء لا يعلمه عنك أحد، وأنت مضطر على التعايش معه وقبوله والتعود على شدة ألمه دون أن تُبدي ما تخفيه، أو حتى تُبدي الشعور بالألم.
_ حينما تشعر أنك مجرد آلة لا يبالي أحد لمشاعرك، ولا أحد يتقبل ضعفك.
هذه كلها عبارة عن أسباب على سبيل المثال وليس الحصر، فسبب وصولك لهذه الحالة أصعب من أن تصفه بضعة حروف مجمعة ومرتبة بطريقة ما.
حينما تصل لهذه الحالة لا يقتصر الأمر على كونه نفسيا تتأذى منه وترفض الأشياء.. بلى، يصل الأمر لأن يشتكى الجسد لهذا الألم، فتجدك هزيل ضعيف كل ما فيك يؤلمك، كما لو أنك كنت في سباق وجريت لمسافة طويلة بسرعة عالية، ثم بعدها لم تقدر حتى على إلتقاط أنفاسك، ومطلوب منك أن تجري ضعف المسافة التي قطعتها..!
في هذه الحالة عليك أن تقبل ضعفك، تقبل رفضك، ولا ترفض ذاتك، وتجلدها حد الرجم، إذا شعرت أن الظروف والأشخاص ما هم إلا أحمال على قلبك، فعليك أن تلتزم صفك وتحاول التهوين على نفسك..
في هذا الأمر عليك اتباع بعض الأمور لحل هذه الأزمة كي لا تصل بك إلا مرحلة صعبة؛
منها.. _أن تبدأ بإصلاح روحك لأن روحك هي التى انتهكت؛ وهذا من خلال التقرب إلى الله وتغذية الجانب الروحى وفعل الخير، وتقديم بعض المساعدات التي تجعلك تشعر بقيمتك.
_عليك إعادة شحن داخلك، وهذا من خلال تفريغ الطاقة السلبية التي تملؤك؛ عن طريق الرياضة أو عمل أي شيء تُفرغ به طاقتك ثم تبدأ من جديد.
_إذا كان الأمر يمكن حله عليك أن تواجه حتى تصل لحل، وإذا كان الأمر لا يمكن حله وأنت مجبر على التعايش: فإما قبول ذاك الشيء، أو تجاهله قدر استطاعتك.
في النهاية، الأمر صعب أعلم ذلك، لكن عليك أن ترحم نفسك حين لا يرحمك أحد، اعتزل قليلا ثم عد بكل قوتك، إذا نظرت للأشياء من حولك فوجدتها مقلوبة رأس على عقب، وكل الأمور ليست على ما يرام وكل شيء يبدو مشوش ولا تستطيع تقبُّل شيء ولا يقبلك شيء، فاغمض عينيك قليلا حتى تستطيع ترتيب الأشياء من جديد، وخذ تنهيدة تلو الأخرى واعلم أن دوام الحال من المحال وكل شيء سيكون على ما يرام.
#خ_لود