بحول الله وقوته أعود عصر الجمعة القادم لوطني السودان بعد رحلة علمية حافلة بجامعة جازان، استمرت لخمس سنوات وكانت حافلة بالعديد من الانجازات واكتساب المعرفة. وصلت لجازان في النصف الثاني من العام 2013 وقبل وصولي لها جمعت معلومات عن المنطقة من اقارب وزملاء دراسة وركزت معظم المعلومات علي طيبة اهلها وحسن معشرهم.
وفعلا كان اهل جازان كما وصفهم لي الناس فقد استقبلتنا الجامعة ممثلة في العلاقات العامة وربانها الدكتور ابراهيم ابوهادي عند بوابة مطار جازان وسهلوا لنا إجراءات الوصول والسكن بيسر كبير وكانت هذه اولي بشارات الخير.
ومضت باقي الإجراءات في سهولة ويسر حتى استلمت جدول المحاضرات للتعليم النظامي والتعليم عن بعد، وهنا اذكر بالخير كله البروفسور يحي حكمي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية السابق والدكتور محمد ال سالم عميد التعليم عن بعد السابق.
وانطلقت المسيرة ووجدت في جازان ما فاق تصوري من حسن معاملة وكرم فياض، فجبت جازان شرقا وغربا شمالا وجنوبا سهلا وبحرا، فتجولت في ربوع العارضة وطلعت علي جبل سلا والعبادله واغتسلت من مياه العين الحاره، وتجولت في جبال بني مالك حيث زراعة البن، وانبهرت من فيفا وخضرتها، وكانت الخوبه وسوقها الذي يحتوي علي كل غريب محلا للدهشة، ثم كانت احد المسارحه وصامطه والطوال والموسم ساحات للمعرفة والتجوال، ومارست هواية صيد الأسماك مع أهل المضايا، وكانت جولاتي في فرسان حكاية تستحق التسطير، وتوجلت في الدرب والشقيق وزرت معسكرات حرس الحدود قطاع عسير وشاركتهم.
اتاحت لي فرصة العمل بالجامعة الالتقاء بوجهاء المنطق وكبار السن ومن خلالهم تعرفت علي تاريخ المنطقة وعاداتها وانسابها فاشبعوا نهمي في هذا المجال فقد كنت ومازلت مهتما بجوانب حياة الناس خاصة ذلك الجانب غير المدون.
وفي الجامعة اطلعت طوال الخمس سنوات بالاشراف علي مشاريع تخرج الطلاب مما اتاح لي الفرصة ان اكون قريبا من طلابي، وكنت امثل لهم جانب الاب قبل الاستاذ وذلك لشحذ الهمم ورفع روحهم المعنوية، ولم يخيبوا ظني، وكنت التقي طلابي كفاحا وجها لوجه او عبر الهاتف او وسائل التواصل الاجتماعي، وقدموا للامانه مشاريع بحثية متميز غطت جوانب الحياة الاعلاميه المختلفة، واتبعت معهم اسلوب تمليكهم مفاتيح المعرفة ثم البحث عن كامل المعرفة بعد ذلك لزيادة تحصيلهم.
وأننا اغادر جامعة جازان فخور بكل لحظة قضيتها في رحابها وبين طلابها، واعتبر ما حدث لي فيها قدر من الله ما كان ليخطئني ورغم انني كنت امارس عملا يضيف للجامعة ويحسب لها لا عليها، ولذا لم يهمني قرار إنهاء خدماتي فتوكلت علي الله وقلت رب ضارة نافعة، ويقينا فانا متأكد انني سأنتقل لمكان ارحب ورزق اوسع.
وختاماً أقول لجازان منطقة وجامعة وإنساناً وداعاً وستكونون في القلب دوماً.