قال الدكتور عبدالله الذيابي أن القولون هو آخرُ أعضاءِ الجهازِ الهضمي، ومشاكلُه الصحية منتشرةٌ ومتنوعةٌ، من هذه الأمراض: التهاباتٌ وتقرحاتٌ ناتجةٌ عن الإصابة بالعدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الطفيلية، أو خللٌ في جهاز المناعة، أو وجود طفرات وراثية، أو كأعراضٍ جانبيةٍ لبعض الأدوية، إضافةً إلى الزوائد اللحمية والأورام، فسرطان القولون من أكثرِ الأورامِ شيوعاً.
نستعرض في هذا الموضوع الفرقَ بينَ بعضِ أمراضِ القولون؛ كالقولون العصبي، والقولون التقرحي، ونصححُ بعضَ المفاهيم الخاطئة والمتعلقة بالقولون الهضمي.
أولاً: القولون العصبي عبارةٌ عن اضطرابٍ وظيفيٍّ مُزمَّن يُصيبُ القولون، ولأنَّه مرضٌ وظيفيٌّ فإنّه لا يؤدي إلى تَغيُّراتٍ في النسيجِ الداخلي للقولون، وليس له ظواهرُ واضحةٌ يُمكن قياسُها؛ لسهولةِ الوصولِ إلى التشخيصِ، ومتابعة نشاطِ المرض، كما أنَّه لا يُسبب خطر الإصابة بسرطان القولون.
والأسبابُ الكامنةُ خلف الإصابةِ بالقولونِ العصبي لا تزالُ مجهولةً، وتوجدُ عواملُ متعددةٌ تلعبُ دوراً مهماً في الإصابةِ بالمرض، أوضحُها: التهابُ الأمعاءِ مثلاً بعد التسممِ الغذائي، حركةُ الأمعاءِ غيرِ الطبيعية، تحسُّسُ القولون المُفْرِط، عواملُ وراثية، عواملُ نفسية، التغيرُ في بكتيريا القولون.
والقولون التَّقرحي هو أحدُ أمراضِ الأمعاءِ الالتهابيةِ، وهو مرضٌ عضويٌ، يُؤدي إلى التهاباتٍ وتقرحاتٍ مُزْمِنة تُصيبُ البطانَةَ الداخليةَ للقولون؛ يتمُّ تشخيصُه عادةً بعد إجراءِ منظارِ الجهازِ الهضمي السفلي، وأخذِ عيناتٍ من القولون، وارتبطَ بزيادةِ خطرِ الإصابةِ بأورامِ القولون.
وأعراضُ القولونِ التّقرحي متعددةٌ، أبرزُها: الإسهالُ المزمن معَ وجودِ دم، وصعوبةُ التبرز، وآلامٌ في البطنِ، وفقدانُ الوزنِ غير المُتَعمَّد، وفقرُ الدمِ، والتهابُ القنواتِ المراريةِ والبنكرياسِ، والتهابُ العينِ، والطفحُ الجلدي، وألمُ المفاصل.
أمَّا السببُ الدقيقُ المؤدي للقولونِ التَّقرحي فغيرُ معروفة، ومنَ النظرياتِ السائدةِ التي تَشرحُ كيفيةَ تطوّرِ هذا المرضِ وجودُ فرطِ نشاطٍ في الجهازِ المناعي لدى الأشخاصِ المُهيّئِين وراثياً، وينتج عنه هجومُ خلايا الجهازِ المناعي على البطانةِ الداخليةِ للقولون؛ ممّا يتسببُ في التهاباتٍ وتقرُّحاتٍ مُزْمنة، وعلاجُه يكونُ بتناول الأدويةِ المثبطة للمناعة (على سبيل المثال: الكورتيزون، مضادات الالتهابات، مثبطات المناعة كالأميوران، الأدوية البايولوجية).
وأخيراً، لا يوجدُ مرضٌ باسمِ القولونِ الهضمي، فالهضمُ سِمَةٌ ووظيفيةٌ للقولونِ، ودورُه في عمليةِ هضْمِ وامتصاصِ مكوناتِ الطعامِ، وليسَ وصفاً لحالةٍ مَرَضِية، ورُبّما يقصُدُ البعضُ بالقولونِ الهضمي القرحةَ الهضمية، وهي قرحةٌ تُصيبُ المعدةَ والاثني عشر.