تعمقنا بسير الصالحين حتى أدركنا واحداً منهم قد تمنى خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز أن يجالسه وهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أحد فقهاء المدينة السبعة الذين انتهى إليهم العلم، حيث قال عمر بن عبد العزيز في خلافته: لمجلس من عبيد الله لو كان حيا، أحب إلي من الدنيا وما فيها. وإني لأشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال، فقالوا: يا أمير المؤمنين، تقول هذا مع شدة تحريك وشدة تحفظك؟ قال: أين يذهب بكم؟ والله إني لأعود برأيه ونصيحته ومشورته على بيت المال بألوف وألوف ، أتدرون هذه الثقة من خليفة المسلمين لِمَ ؟! “ولو كان حيًّا ما صدرت إلا عن رأيه ” ، لأنه كان مؤدبه ، ويعرف إمامته في الفقه والحديث و يعلم أنه كان شاعرًا محسنًا .وقد أثنى عليه الكثير من العلماء والمؤرخين في كتب التراجم ، وقد جذبنا اليه مفارقات نساء الزمن الأول في اللبس و ماورد في الحديث عن أمهات المؤمنين رضى الله عنهن و ماورد من الشعر من تغطية … حتى البنان ! كقول الشاعر بأخت الحجاج :
يخمرن أطراف البنا من التقى
ويخرجن وسط الليل معتجرات
فتغير على بعض الصالحين مايشاهده من نساء زمانه فقال :
وليست كأخرى أوسعت جيب درعها
وأبدت بنان الكف بالجمرات
وقامت ترائي يوم جمع فأفتنت
برؤيتها من راح من عرفات
لقد زكى الحجاج بن يوسف أخته وصاحباتها بقوله “وهكذا المرأة الحرة المسلمة” . أخوها غار عليها ، لأنه يعلم أن من رباهما واحد فالثقة موجودة ، ونحن مع زمننا هذا كشباب و شابات ننجذب لكل جديد و لو على حساب أولوياتنا الثابته ، ولاحول ولاقوة إلا بالله .
لقد تدارك الوقت كاتبكم و أغلق مقاله بقول عبيدالله الهذلي ” لا بد للمصدور أن ينفث ” ، فهل يحق لنا أن نتغنى بما نرى من الفاتنات !؟
كتمتَ الهوى حتى أضرّ بك الكتْمُ
ولامكَ أقوامٌ ولومُهُمُ ظُلْمُ
ونمّ عليك الكاشحونَ وقبلَهُم
عليك الهوى قد نمّ لو نفع النَمُّ
سترالله عوراتنا وعوراتكم و دمتم بحب
كتبه من عمق الكلمة
لافي هليل الرويلي
المشاهدات : 41955
التعليقات: 0