تستهوي منطقة حائل عشاق التاريخ والآثار؛ نظراً لما تحتويه من آلاف النقوش الثمودية الأثرية التي يعود تاريخها للفترة من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد، وهي بمثابة كتاب مفتوح يروي تفاصيل الحياة الاجتماعية لزوار موسم “شتاء السعودية” الذي أطلقته الهيئة السعودية للسياحة، والمستمر حتى نهاية مارس المقبل.
مجسمات صخرية صامتة تنقل معالم الحياة الاجتماعية والتذكارية والتجارية التي كان الثموديون يعيشونها منذ آلاف السنين، إضافة إلى بعض ما كانوا يهتمون به من الحيوانات المستخدمة أو التي كانت تعيش في منطقتهم مثل: “الخيل العربية الأصيلة”، و”المها”، و”الوضيحي”، والإبل التي كانت وسيلتهم الأولى في التنقل.
يشير الباحث في النقوش الثمودية والمرشد السياحي ممدوح مزاوم، إلى أن “زيارة الأماكن التي تحتوي على النقوش والرسوم تُعد من أهم أولويات زوار منطقة حائل، والانتقال بين الأماكن الأثرية المهمة؛ مما يُطلعهم على تاريخ الأمم الماضية، ومعرفة تفاصيل أحداثهم اليومية، وأساليب عيشهم الاجتماعية”.
ويقول ممدوح مزاوم: “من أبرز المواقع التي تحتوي على النقوش الثمودية: مدينة جبة، وجبل أم سنمان المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وكهف جانين، وجبال الجلف والمسمى وعرنان”، مضيفاً أن “مدينة جبة تحتوي بمفردها على أكثر من 5,400 نقش ثمودي من دون الرسومات”.
ويكمل مزاوم: “ومنهم مَن تخصص في رسم الأُسُود مثل الثمودي حجاج بن رغض بن شدو، والثمودي قين بن طل بن هلال، وحجاج وقين يعتبران من أشهر الثموديين الذين تخصصوا في ذلك. أما الثمودية ملحة والثمودية صلبة فاشتهرتا برسم الإبل. ومن الأماكن المميزة جبال عرنان، وفيها رسومات الإبل بالحجم الطبيعي وربما أكبر، وهناك ثمودي في جبال عرنان اسمه ( سعدت ) اشتهر بإتقان رسم الإبل الكبيرة جداً”.
يذكر أن الهيئة السعودية للسياحة دشنت موسم “الشتاء حولك” في أكثر من 17 وجهة محلية؛ لتقديم ما يزيد على 300 باقة وتجربة سياحية، من خلال أكثر من 200 شركة من منظمي الرحلات والمشغلين السياحيين؛ لاكتشاف ما تحويه مناطق المملكة من تنوع جغرافي ومناخي جاذب خلال فصل الشتاء، يتراوح بين الأجواء المعتدلة اللطيفة والباردة، إلى جانب الاستمتاع بالأنشطة السياحية المعدّة لكل فئة من فئات المجتمع.