هو الفعل وردة الفعل لأي كائن حي فجميع الكائنات الحيه لها سلوك وأفعال يمليها عليها واقعها والمؤثرات من حولها وهنا نبحث في سلوك الإنسان وسيرته ومذهبه واتجاهاته وتعامله مع نفسه ومع من حوله
من المخلوقات ويدخل في ذلك الصفات السويه وغير السويه والمحمودة وغير المحموده وكأمثلةعلى هذه وتلك التدين الحلم والحكمة والعلم والأدب والبساطه ولين الجانب والشجاعه والكرم واللطف والعطف والرحمه والسماحه والبر والوصل والبذل والسخاء ونقيضها الفسق والفجور والحسد والعقوق والقطيعه والكذب والخداع والجبن والبخل والغيبة والنميمه والخيانه وقلة الادب والتهور والغلظه والفضاضه والسخافه والنفاق وانعدام التفكير وغيرها إضافة إلى السلوك اللحظي الذي يسببه ردة الفعل لأي حدث أو مشكله طاريئه فالانسان العاقل السويّ هومن يزن الامور في تصرفاته كلها قبل ردة فعله وقبل الأقدام على اي تصرف الارعن، فالتروي والأناه هما مشكاة الرؤيه الحقيقيه وعدستها المضيئه وضابط الإيقاع لما سيقدم عليه الانسان من قول اوفعل وكما قيل في العجلة الندامه وفي التأني السلامه وهذا في الغالب ولاشك بأن الحلم والحكمه لهما اليد الطولى في سلوك المرء القولي والفعلي اللحظي والتأني فيه ولعلنا نعلم جميعا مدى مايسببه التهور والعجله من ندم المرءعلى سلوكه الذي سلكه في عجلة من أمره دون تفكير في تبعات سلوكه هذا ومايؤدي اليه من أختلاط في الامور وحصول مالم يكن في الحسبان وماكان من المفترض أن يخاف عقباه
وهذا في حقيقة الامر ليس حكرا على زماننا هذا بل في كل العصور والازمان حتى في العصور الفاضله في صدر الاسلام وماأعقبه ومن الأمثلة الجميله على ذلك ما حدث من نفرمن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذين هم قدوتنا واسوتنا في جميع سلوكياتنا وتعاملاتنا فقد همّ هؤلاء النفر رضوان الله عليهم بفعل يفوق ماعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاعمال والافعال وقد كان الدافع عندهم التسابق للفوز برضوان الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم فكان في فعلهم مجانبة للسلوك الانسب بسبب حماستهم للوصول لما يرغبون فيه من أعمال البر والخيرومن هذا ماورد في حديث انس رضي الله عنه أن نفرا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا ازواجه عن عمله في السر فكأنهم تقالوهافقال بعضهم لا اتزوج النساء وقال بعضهم لا أكل اللحم وقال بعضهم لا انام على فراش وقال بعضهم اصوم ولاافطر زهدا وتنسكاً منهم بفعل هذه الأشياء وليتفرغوا لهاوللعباده دون أمور الدنيا وماهو مباح منها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو اهله فقال(مابال اقوام قالوا كذا وكذا لكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) اوكما قال صلى الله عليه وسلم وفي توجيه أخر وجه صلى الله عليه وسلم الصحابة والأمة اجمع إلى سلوك يتهاون فيه الكثير ويعتبرونه أمراً غير ذي بال فقال صلى الله عليه وسلم ( مابال احدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع امامه ايحب احدكم ان يُستقبل فيتنخع في وجهه؟ فاذا تنخع احدكم فليتنخع عن يساره اوتحت قدمه أو ليفعل هكذا يعني في ردائه) اوكما قال صلى الله عليه وسلم ومن الصفات الملازمه للبعض والسلوكيات الممقوته والضاره والتي يتعدا ضررها إلى الاخرين مثل الغيبه والنميمه والحسد قال الله تعالى ( ولايغتب بعضكم بعضا) وقال تعالى(ولاتطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم) وقال تعالى(أم يحسدون الناس على ما آتهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمه وآتيناهم ملكا عظيما) وقال تعالى (ومن شر حاسد إذا حسد) وهناك احاديث نبويه وتوجيهات كثيره في مجال السلوك السويّ لمن اراد الاستزادة من الخير العميم في هذا الدين القويم، والمسلم المؤمن أواب تواب اذا علم الحق تمسك به وعمل به وترك ما سواه وتجنبه وبذلك يكون عمل لماخلق له قال الله تعالى (وماخلقت الجن والأنس الا ليعبدون) وقال النبي صلى الله عليه وسلم كل أمتي يدخلون الجنه الا من أبى قالوا ومن يأبى يارسول الله قال من اطاعني دخل الجنه ومن عصاني فقد أبى او كما قال صلى الله عليه وسلم
وفقنا الله جميعا لكل قول وعمل سوي وسلوك نقي يرضي ربنا العلي وعلى سيرةو سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والحمدلله رب العالمين .
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٧/٧ للهجره
المشاهدات : 38994
التعليقات: 0