رعى معالي رئيس الجامعة أ. د. محمد الشايع، فعاليات الندوة العلمية التي نظمتها كلية التربية تحت عنوان “الطفولة المبكرة والعصر الرقمي”، اليوم الثلاثاء وأقيمت عبر الاتصال المرئي، وشهدت حضوراً كثيفاً من المهتمين وطالبات الكلية وأستاذاتها.
وانطلقت الندوة، بكلمة لعميد كلية التربية أ. د. غربي الشمري، الذي تناول جهود الدولة في دعم المشاريع التربوية التي تختص بشؤون الطفولة، وحرص القيادة الرشيدة على تطوير المنظمومة التعليمية الخاص بالأطفال ممثلةً برياض الأطفال والمؤسسات المعنية الأخرى، مشيراً إلى أن الندوة جاءت انطلاقاً من دور قسم الطفولة المبكرة بكلية التربية، في تزويد الطالبات بالمهارات العلمية والمعرفية والمهارية اللازمة للاستجابة لمتطلبات سوق العمل في هذا المجال.
وأضاف عميد كلية التربية، أن الندوة تهدف للتعرف على الآثار والأبعاد التربوية والنفسية لدى الأطفال وعلاقتهم بعالم التكنولوجيا، معرباً عن شكرهم لسعادة رئيس الجامعة لرعايته الندوة، والحضور، والباحثات المشاركات.
بعد ذلك، ألقت سمو الأميرة الجوهرة بنت فهد بن خالد آل سعود عضو مجلس الشورى والأستاذ المشارك بقسم الطفولة المبكرة بجامعة الملك سعود، كلمة المشاركين، والتي أعربت فيها عن شكرهم لجامعة الجوف لإقامة الندوة وأهمية موضوعها، لافتةً إلى أنها ستسهم في تقديم المعالجات والحلول اللازمة من خلال عناوين الأوراق المشاركة، مضيفةً: تأتي هذه الندوة استشعاراً للمسؤولية تجاه الطفل، كمكونٍ أساسي للمجتمع.
ثم ألقى وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي د. سالم العنزي، كلمةً أكد فيها أهمية موضوع الندوة، التي تأتي ضمن سلسلة برامج ومؤتمرات وندوات أقامتها الجامعة، انطلاقاً من دورها في خلق المجتمعات العلمية، والتي تسهم في معالجة الظواهر المجتمعية عبر نشاطها البحثي والعلمي.
واختَتم رئيس الجامعة أ. د. محمد الشايع، جلسة الافتتاح بكلمةٍ رفع فيها شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله، لرعايتهما والدعم اللامحدود لكل ما يمس التعليم والأسرة في المجتمع السعودي، من خلال ما تضمنته “رؤية ٢٠٣٠” من خطط واستراتيجيات تتصل بشأن الأسرة والطفل وجودة الحياة في مختلف المجالات، كما أعرب عن شكره لمعالي وزير التعليم لما يوليه من اهتمام بجامعة الجوف، ومختلف الجامعات، وللباحثات على حرصهن ومشاركتهن في الندوة.
وأشار رئيس الجامعة في كلمته إلى جهود جامعة الجوف في مواجهة التحديات والصعوبات، لتحقق مكانةً مرموقة بين مختلف الجامعات السعودية، مشيداً بموضوع الندوة التي تستهدف فئة هامة وأساسية في المجتمع، وهم الأطفال، الذين يشكلون حجر أساس أي مجتمع، ومن خلالهم تتكون الأسرة.
وشدّد الأستاذ الدكتور الشايع على ضرورة أن تُقدِّم الأوراق المشارِكة قراءةً تفصيلية لواقع الآثار الإيجابية والسلبية، الناتجة عن علاقة الأطفال بالعالم الرقمي وأدوات التكنولوجيا الحديثة.
بعد ذلك انطلقت مناقشات الندوة التي أدارتها وكيلة عمادة شؤون الطلاب في أقسام الطالبات د. مها الدغمي، وبدأت بالجلسة الرئيسة والتي تناولت فيها عضو مجلس الشورى والأستاذ المشارك بقسم الطفولة المبكرة بجامعة الملك سعود سمو الأميرة الجوهرة بنت فهد بن خالد آل سعود، تناولت فيها التجارب الدولية في توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال تعليم الطفولة.
ثم بدأت الجلسة الثانية التي أبرزت فيها أستاذ الطفولة المبكرة بجامعة الملك عبد العزيز أ.د. نهلة بنت محمود قهوجي؛ بيئة التعلم والعصر الرقمي للأطفال ودورها في تعزيز مهارات الطفل.
وتناولت أستاذ الطفولة المبكرة المساعد بجامعة الجوف د. رابية العنزي في الجلسة الثالثة الأثر النفسي والاجتماعي لوسائل الاتصال على الطفل، فيما ناقشت أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة الجوف د. نورة البلوي في الجلسة الرابعة تأثير العصر الرقمي على القيم الأخلاقية لدى الطفل.
واختُتمت الندوة، بجلسة التوصيات، التي أدارتها رئيسة قسم الطفولة المبكرة بجامعة الجوف وأمين الندوة د. خولة البرجس، ونصّت على دعم توظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم الطفولة، من خلال تأسيس معامل متخصصة في الكليات ذات العلاقة لإجراء الدراسات والاختبارات، وإنتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال تعليم الطفولة، وإقامة المسابقات الوطنية في مجال برمجة أدوات الذكاء الاصطناعي .
كما تضمنت التوصيات ضرورة توفير متطلبات البيئة التعليمية المعززة للمهارات الرقمية لدى طفل الروضة، عبر صياغة وثيقة مواصفات لتجهيز مرافق التعلم الرقمي في البيئات التعليمية، وتجهيز غرف مصادر التعلم باحتياجاتها من أدوات التعلم الرقمي، وعقد دورات متخصصة لاكساب المعلمات المهارات اللازمة للتعامل مع متطلبات التعلم الرقمي.
كذلك أوصت الندوة، بأهمية تضافر جهود المؤسسات التربوية للحد من الآثار النفسية والاجتماعية والقيمية للعصر الرقمي على طفل الروضة، من خلال تقديم ورش تثقيفية حول الأثار المترتبة على استخدام الطفل للتقنية الحديثة وطرق الوقاية منها، وإنتاج أدوات رقمية توعوية ( بودكاست ، انفوجرافيك ، برومو ) ونشرها بين أفراد المجتمع، وتصميم برامج إرشادية للوقاية من الأضرار الناجمة عن استخدام التكنولوجيا في ظل هيمنة العصر الرقمي، وإجراء دراسات حول تأثير العالم الرقمي على التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والتهديدات التي تواجهه.