أنا فلان ابن فلان وأنا السيِّد ابن السادة الكرام وأنا من زرع هذه الحديقة الغناء، وأنا من أرسى قواعد الأنا فأخذت صبغة الغرور “وتعوذ” مني أصحاب العقول المتواضعون والدراويش واستأنس بي محبو الأنا
كارهو الوقت وصوت عقارب الساعة، جلهم ينظر له بأنَّه مضيعة “لوقتهم” والأنا تكفل حق البقاء وتسقط الرؤوس وتخفي العيوب مع مضيها.
مستترة غالباً لم تنفض غباراً طالها، مستمتعة بما تسمعه لم تؤمن به ولكنها تصدقه.
أتحدث ست لغات هذه حقيقة يصف بها نفسه، ولم أكتب حرفا واحدا أنا الجغرافيا عندما تجاهلني التاريخ، أنا المال عندما اختارني الفقر، من أنتم أنا “حسن بهلول” لم أدخل فصلا دارسيا ولم أقف قط بباب مدرسة كان الشارع كل حياتي، عشت فيه وتعلمت وحلمت وكبرت ودرست ثم نلت درجة “الفهلوة” مع مرتبة الشرف، وها أنا ذا أمام الجميع أقدم طلباً بأن يسجل هذا الشارع باسمي ليس لشهرتي وإنما إحياء ذكرى قد تنسى مع الأيام ولن يذكر “بهلول” هل طلبت المستحيل.
أنا رمز العصامية وعسكري الأمن وحافظ أرض الوطن، أنا من قدَّم فلذة كبده فروى بها جفاف الصحراء فاختلط صفارها بدمه، فانبتت حرية وأينعت قوما تموت من أجله.
أنا أجيد الحديث ولم أكتبه وأنتم تكتبون ثم يقرأ أحدكم ويسمع الآخرون فتخرون سجدا وبحمده تنطقون.
كان له رأي في التعددية والأحزاب ومعاناة المرأة وانتهى به المطاف سائقا خاصا للعامة، ولمن أراده دون أذن، أنا سبيل الملهوف وسند المحتاج.
كنت يوماً المنسق الإعلامي لحملة أحدهم وعندما علموا بأنني لم أوقع ورقة في “ستين” عاماً مضت وإنما أجيد “البَصْمة” “بَصْمجيّ” بكل أطرافي حتى لو كانت “صناعية”.
يحدثك وكأنه أحد فقهاء التنمية البشرية ويرسم لك خريطة الشرق الأوسط بمنظار الدول “العظمى” ويختم حديثه “بتنبؤات” خاصة لعلها تصيب كما قال في حياته، وكأنَّ بلاد “العم سام” مرمى هدفه يصيبها حنقاً وغالباً أمنية تشفي غليله إن حدثت.
أو كما يشبه “الاستحمار” نسبة إلى هذا الكائن الحي الرائع ربما البعض يظنها”سُبَّة” ولكنها صفة اعتبارية يقول عنها “بهلول”في شرح غير مستفيض هي طريق ليس به إلا حفرة واحدة فقط احرص ألا تقع بها.
يقول كل هؤلاء ليسوا على شيء فهناك”أرواح تخطت حواجز الزمن” وتجاوزته، لم أكن أعلم بأنها غراس الجنة حين تفوح يغطي عطرها سماء الدنيا ويفتح آفاق الآخرة عشقا يتصبب فينهل منه سمار الليل، وكأنهم على أبواب داعية يأخذ بأيديهم إلى صراط لم يعهدوه فيهتدي من نال مراده، وينزوي قليل الحظ مُطرقاً رأسه.
ومضة:
سته،ثمانية، عشرون، أرقام نذكرها عندما تقترن بأفعال، وإلا لكانت كغيرها في “آلة الزّمن”
يقول الأحمد:
حقاً حقاً ماذا ترين
هل نكتفي هل ننكفي
ماذا أصابك
مم تشتكين
هذا أنا
فإن قبلتِ فعقلي
وإن رحلتِ ستندمين.