يصادف الثامن من مارس كل عام احتفاء العالم باليوم العالمي للمرأة IWD)) والذي جاء هذا العام تحت عنوان: “النساء ودورهن القيادي: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم يسوده جائحة كوفيد 19″، في رسالة فحواها أن نساء العالم يستحققن مستقبلاً على قدم المساواة خالياً من العنف والقوالب النمطية.. مستقبلاً مستداماً يتمتع فيه الجميعُ بالحقوق والفرص المتساوية وجودة الحياة.
ولعل ذاكرة اليوم العالمي للمرأة تحتفظ بالحضور المميز للمرأة السعودية في شتى المجالات التي أثبتت من خلالها أنها ركيزة أساسية في دفع عجلة التنمية وبناء المجتمع، محققة قفزات نوعية تباينت مجالاتها علمياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، لتمضي بكل ثقة واقتدار مساهمة في مستقبل بلادها، مستظلةً برعاية واهتمام من قيادة حكيمة منحتها سبل التمكين والتعزيز لأدوارها في مختلف الميادين، لثقتها بدورها المحوري والحيوي، فجاءت مستهدفات رؤية المملكة 2030 بما تضمنته من برامج ومبادرات تنفيذية لتجعل من المرأة السعودية عنصراً رئيساً، ممهدةً أمامها الطريق لتسهم بدورها في مختلف أوجه الحراك التنموي.
من هنا برزت العديد من رائدات العمل الاجتماعي اللاتي تقلدن مناصب قيادية في الجامعات والوزارات والمؤسسات وحرصن على تمكين المرأة وتأهيلها في مجتمع العمل.
وتأكيداً على دور ومكانة المرأة جاء (إعلان الرياض عاصمة للمرأة العربية) لعام 2020 تحت عنوان (المرأة وطن وطموح) تحت مظلة الجامعة العربية.. وسبق ذلك استضافة الرياض أعمالَ الدورة 39 للجنة المرأة العربية تحت شعار “تمكين المرأة: تنمية للمجتمع”، ثم تلاها مؤتمر “دور المرأة السعودية في التنمية” بعنوان “نحو مجتمع حيوي”.
ولعلنا نستحضر بهذه المناسبة التنظيمات التي صاحبت فعاليات قمة العشرين التي استضافتها المملكة العام الماضي حيث حضرت المرأة بثقة من خلالها كعلامة فارقة في تلك التنظيمات، وبرز تمكينها عبر مسارات عمل متعددة في (تحالف تمكين) الذي يضم 34 دولة، والذي بشّرت من خلاله رئيسة مجموعة تواصل المرأة W20 الدكتورة ثريا عبيد بأن “بأن هناك أدلة كثيرة على إمكانية تعزيز تمكين المرأة للنمو المستدام عبر المشاركة الاقتصادية وزيادة الإنتاجية والتوظيف واستغلال المواهب، وسيؤدي القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة الى زيادة إنتاجية الفرد بنسبة 40%”.
أما على المستوى الخاص فقد كان الحضور النسائي بارزاً في مختلف المنظمات.. ولعلي أتوقف قليلاً مع جهود جمعية البر بجدة التي جعلت من التمكين هدفاً استراتيجياً لها، فعنيت بالمرأة وحرصت على تمكين فتيات دار الزهراء التابعة لها، مقدمة لهن عدداً من البرامج التي تكشف عن حجم الرعاية المقدمة لهن في المجال الاجتماعي والطبي والتعليمي، حيث يتم اكتشاف قدراتهن الذاتية وتنميتها ومتابعة اندماجهن في الأوساط الاجتماعية داخل الدار، مع الحرص على مساندتهن في إكمال دراساتهن العليا ومتابعتهن حتى توظيفهن. وقد برزت من بين هؤلاء الفتيات مصممات أزياء ومهندسات تصميم وفنانات تشكيليات بل وحتى رياضيات بارزات في مجال كرة السلة.
ولا ننسى دور الجمعية في تمكين الأسر ذات الدخل المحدود عبر عدد من البرامج والتي كان من بينها برنامج (الأسر المنتجة) مع الحرص على تشجيع العلاقة التكاملية بين مختلف القطاعات عبر إقامة عدد من الشراكات البناءة لتوجيه المسؤولية الاجتماعية الى البناء التنموي الذي تستفيد منه جميع الفئات المجتمعية على قدر المساواة.
ولعلي استحضر في الختام.. مقولة سمو الأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة في أمريكا: “توقفوا عن الاحتفاء بأول سيدة.. التمكين عمل جماعي”.
* مدير إدارة الجودة والتطوير بجمعية البر بجدة