أكد الدكتور عبدالله الذيابي أن داء السكري يصيب قرابة 4 مليون شخص في المملكة العربية السعودية، وذلك بحسب إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري عام 2017، ولقرب دخول شهر رمضان قد يواجه مريض السكري بعض التحديات المتعلقة بالتعامل مع المرض، والتي قد تؤثر على الصيام والقيام بالعبادات. وبالتأكيد، يمكن التغلب على هذه العقبات لدى أغلب المرضى، وذلك بمعرفة التغيرات المتوقعة خلال شهر رمضان، واتباع الإرشادات اللازمة للحفاظ على صحة البدن، وأداء العبادة بيُسر دون قلق.
ومن الجدير بالذكر أنَّ أغلب مرضى السكري قادرون على الصيام بأمان، خصوصًا بتطبيق التعليمات المتعلقة بعلاج المرض خلال رمضان، لكن في بعض الحالات قد ينصح الطبيب بعدم الصيام، أبرزها: عدم انتظام سكر الدم، هبوط السكر المتكرر، أو الهبوط غير المصحوب بأعراض، الإصابة بمضاعفات السكري كالتأثير على النظر أو القلب أو الكلى، حدوث الحماض الكيتوني لمرضى السكري النوع الأول أو ارتفاع السكر الشديد لدى مرضى السكري النوع الثاني خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق شهر رمضان.
أبرز المضاعفات الشائعة لدى المرضى المصابين بداء السكري خلال رمضان هي هبوط أو ارتفاع مستويات السكر في الدم، وقد تؤدي هذه المضاعفات -لا قدر الله- الى حدوث الوفاة، وأسباب حدوثها متعددة، على سبيل المثال: عدم تناوُل أدوية السكري أو الأنسولين، استخدام جرعات أدوية السكري أو جرعات الأنسولين غير المناسبة، عدم تناوُل وجبة السحور، التغير في وقت الوجبات، التغير في الجهد البدني الذي يبذله الصائم.
يُنصح مريض السكري بزيارة الطبيب قبل بدء الصيام والتوصيات المتعلقة برمضان تختلف من مريض لآخر، وهي: تعديل جرعات الأنسولين، تقليل جرعات بعض أنواع أدوية السكري، متابعة مستوى سكر الدم خصوصًا خلال ساعات النهار، الحرص على تأخير السحور، إيقاف الصيام في حالة انخفاض مستويات السكر بالدم، وذلك بتناوُل مشروبات تحتوي على سكريات كعصير البرتقال أو التفاح، أو تناوُل قطع من الحلوى، الذهاب للطبيب إذا كان سكر الدم أكثر من 300.
وللتنويه، فإنَّ زيادة الوزن والإفراط في الأطعمة المتناولة خلال رمضان له أثر عكسيّ على التحكم في داء السكري خصوصًا وأضرار صحية أخرى، لذلك لابد من تناوُل غذاء صحي ومتوازن يشمل على التالي: كميات سعرات حرارية كافية موزَّعة ما بين وجبة الإفطار والسحور، ويمكن تناوُل من 1-2 وجبات خفيفة بينها، تناول الفواكه والخضروات، شُرب كمية كافية من الماء إذ تختلف بحسب عدة عوامل كالتعرق والتعرض للأجواء الحارة وصحة القلب والكلى خلال أوقات الإفطار.
كما يُنصح بعدم الإكثار من التمر أو الحلويات الرمضانية المشبَّعة بالسكريات، تجنُّب أو التقليل من العصائر الغنية بالسكريات واستبدالها بالعصائر الطبيعة من دون إضافة سكر، والتقليل من الوجبات الدهنية والمقليات.
وأخيراً، بالرغم من أهمية المشي والرياضة خلال شهر رمضان لمصاب السكري إلا آنه يُنصح الابتعاد عنها خلال ساعات النهار خصوصًا مع أداء التمارين الشديدة والمجهدة للبدن؛ لتفادي حدوث مضاعفات كهبوط مستويات سكر الدم أو الإصابة بالجفاف، وأفضل أوقات المشي هي خلال ساعات الليل بعد تناول آخر وجبة بنحو ساعتين إلى 3 ساعات ولفترة تتراوح مابين 30-45 دقيقة يوميًا.