وجود الوالدين من النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان في الحياة الدنيا ، عندما يعيش الإنسان ويترعرع وينمو منذ طفولته إلى مرحلة متقدمة من العمر في سعادةٍ وهناءٍ في وجودهم و تحملوا أشد أصناف المتاعب والمصاعب من أجل سعادة أبنائهم ، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم ، وخصوصاً في ظروف الحياة السابقة ولمن هم الآن على قيد الحياة تجاوزوا الثمانين عاماً عاشوا في ظروف تلك الأزمنة من قلة السبل ، والرزق والعيش الرغيد ، وتحملوا كافة أنواع الصعاب من أجل الحصول على الغذاء والكساء ، وعلى قوت يومهم ، يكدان ويقدحان ويتعبان من الصباح حتى المساء في حرث وزراعة الأرض ، ورعي وتربية بهيمة الأنعام ، وبناء البيوت من الطين والأحجار والأخشاب ، من أجل مايسد رمق جوعهم وجوع أطفالهم ، والآن نحمد الله سبحانه وتعالى مانعيشه من رغد العيش والنعم التي لاتعد ولاتحصى بما أنعم الله به علينا من نعم وخيرات في كل أرجاء بلادنا المباركة ، في ظل قادتنا وولاة أمرنا حفظهم الله تعالى نسال الله تعالى أن يزيدنا من فضله الواسع ، وأن يديم علينا الخيرات والنعم ، وأن يرزقنا من حيث لانحتسب ، وأن يرحم ويغفر لمن مات من والدينا ، وجميع أموات المسلمين ، وأن يحسن الختام والعمل لم هم على قيد الحياة ، فما واجبنا اتجاه الوالدين من هو على قيد الحياة ، وكذلك لمن مات منهم اعترافاً بفضلهم ، ورداً لبعض جميلهم ، فقد جاء الإسلام بمنهج رباني واضح في المعاملة ، والبر والإحسان إليهم في نص قرآني كريم، وبلسمٍ شافٍ ، وطريقة مثلى في التعامل مع الوالدين ، حيث قال الله سبحانه وتعالى ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ))…الآية
فقد قرن عبادته سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الوالدين ، وأمر بعدم قول أفٍّ وهي كلمة صغيرة ولكن كلمة كبيرة في معناها وعواقبها ، وهي كلمة تأفف وتضجر لايجوز قولها للوالدين ، وثم جاء بالعلاج والأمر الواجب بقول الإحسان إليهما وخاصة عند كبرهما ، وتقدم السن بهما ، اللهم اجعلنا بارين بهما أحياء وأمواتاً يارب العالمين ، وأطل عمر من هو على قيد الحياة ، وأحسن خاتمته في عمل وطاعة ، ولمن مات منهم المغفرة والرحمة والرضوان ، وأن يسكنهم أعالي الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً .
وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية :
يالله يارب دعوة للوالدين
دعوة الإحسان في عبرالسنين
وأحسن العمل والخاتمة والنية
من هو في قيد الحياة الآمنين
ولمن مات مغفرة والرحمة
واجعل الجنة سكنهم خالدين
واهدنا للبر والإحسان إليهم
وأن توفقنا لرد جميلهم في الدَّيْن
وأكفنا شر التأفف والتضجر
عند كبر احداهم أو كلا الإثنين
نخفض جناح التذلل رحمة
ونحسن المنطوق لطف ولين
يالله تجعلنا بهم بارين
خير دعواتٍ من أبناء صالحين
أسال الله تعالى لمن هم على قيد الحياة حسن الخاتمة ، والعمل الصالح ، ولمن مات منهم الرحمة والمغفرة ، وللأبناء الصلاح والهداية ، والبر والإحسان بوالديهم أحياءً وأمواتاً ، وأن يوفقهم لكل عمل صالح في دنياهم وآخرتهم .
اللهم احفظ علينا أمننا وأماننا واستقرارنا ، واحفظ قيادتنا وولاة أمرنا، واحفظ البلاد والعباد ، ووفقنا وجميع المسلمين لكل خير يارب العالمين .
بقلم /عيدان أحمد العُمري
١٤٤٢/١٠/٨هـ — ٢٠٢١/٥/٢٠م
المشاهدات : 47337
التعليقات: 0