جاء التقرير الأول للاستدامة الذي أصدرته جمعية البر بجدة عن الأعوام الثلاثة الماضية شاهد إثبات على حجم المنجز الذي قدمته خلال هذه الفترة، ومؤشراً على قياس الأداء الذي أحاطته بمعايير واضحة من الشفافية والإفصاح بما يضفي مزيداً من الموثوقية على مخرجات ومنجزات الجمعية.
إصدار هذا التقرير وفق معايير المبادرة العالمية GRI يشكل نقلة نوعية في أداء الجمعية وسعيها الحثيث نحو تحقيق التنمية المستدامة كواحدة من مستهدفات رؤية المملكة 2030.
إن الريادة التي تحظى بها جمعية البر بجدة منذ تأسيسها قبل أكثر من 40 عاماً انعكست على مخرجات مسيرتها من برامج وأنشطة ومشاريع عبر تطبيق معايير الحوكمة والحرص على الاستدامة لدعم تلك البرامج والمشاريع وتحقيق أهداف الجمعية الاستراتيجية في خدمة المجتمع.
وقد حرص مجلس إدارة الجمعية وجهازها التنفيذي على المقاربة في التعاطي مع مختلف الأولويات، والتي كانت الاستدامة ركناً أصيلاً فيها، فكانت النتائج بحمد الله متميزة من خلال الحرص على ترجمة أهداف الجمعية الاستراتيجية عبر عدد من الإجراءات المدروسة.
لذا استمرت مسيرة التطوير في الجمعية ولامست جميع إداراتها مدعومة بتحول رقمي يسَّر الاستفادة من خدماتها.. وساند الجمعية في أداء دورها المتميز على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، وهي ثلاثية أساسية في أبعاد الاستدامة.
واستمراراً لمسيرة العطاء التي تتبلور من خلالها الصورة الناصعة للأعمال الإنسانية والخيرية التي تخدم المجتمع وتترك أثراً مستداما فيه يلامس حاجاته التنموية، ودعماً لحرص الجمعية على تطبيق معايير الجودة والتميز كفلسفة إدارية مساندة للأداء وداعمة للعمل المؤسسي، فإن الاستمرار في الاستفادة القصوى من أصول الجمعية وتحويلها الى منافذ استثمارية هو إحدى قنوات الاستدامة التي ستعين الجمعية على الاضطلاع بأدوارها ومسؤولياتها الاجتماعية كأحد مُدخلات التنمية التي يرفدها القطاع غير الربحي في مشروع بلادنا النهضوي بما يترجم تحقيق مستهدفات رؤية 2030.
*عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة
رئيس اللجنة التنفيذية