يقولون وهم كثر وقبل أي نقاش بعد البسملة والحمد والثناء والمقدمات الشاعرية المقفاة الموزونة (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) ويمضي الحديث هنا وهناك ويحتدم النقاش وما هي الا لحظات وتسمع وتشاهد كل أنواع الشتائم والقذف والسباب، وإلقاء التهم والتجرد من أبسط أنواع وقواعد الحوار وكأنك ترى داحس والغبراء في نقلٍ حي على الهواء وبالألوان وأبطالها شعوب ومثقفو القرن الواحد والعشرين، والناجي منهم أجاركم الله كمن اقتلع إحدى عيني صاحبه.
لماذا تضيق صدورنا ونشمر عن سواعدنا ونسل سيوفنا من أجل اختلاف في رأى قد يحمل الخطأ أو الصواب؟ لماذا نعتقد دائمًا بأننا على حق ونحن نعلم
ما لا يعلمون.
كيف لنا أن نبني جيلا شجاعا متحدثا واثقا من قدراته متمكنا من أدواته وهو يعتقد جازما بأنّ حديثه وبمجرد الاختلاف معه سينعت بما لم يحدث به نفسه يوما في غرفة مظلمة خلف باب مغلق وعيناه مغمضتان.
ماذا اقترفت يداك لقد بعت الود والقضية وهجرتك الصحبة وتخلت عنك القبيلة.
ما كان هذا حديثا يُقال ويسمع بل كان رصاصا يطلق على غير هدى.
اقبلني كما أنا وليس كما تحب.. حاول أن تتشارك معي فيما نتفق عليه فالمشتركات بيينا كثر لو توقفت قليلا عندها لعلمت بأنّ الود كل الود في القضية التي لم نفكر فيها بعد وسنطرحها قبل أن تطرحنا معا.
عموما نحن بشر لنا أخطاؤنا سواء كانت على نهج أخي وصديقي (أبو يعقوب) حينما اجتمع بعائلته لمناقشة أمر جلل وقع فيه أحد أبنائه؛ وكان يريد أن يكون أكثر انفتاحا وديمقراطية على طاولة مستديرة وبدأ الحديث بالابتسامات على أن يضمن هو شخصيا حق الجميع في الحديث ولكن للأسف الهلال الأحمر فض الاشتباك بعد حضوره الفوري لإصابة الابن يعقوب ببعض الإصابات. والحمدلله لم تكن لتمنعه من العودة للمدرسة بعد أسبوعين من الآن.
ومضة:
المظهر ليس دليل تعافٍ فقد تكون مصابًا بمرض عضال.