السعادة الحقيقية المنشودة

تختلف السعادة في المفهوم والمنظور من شخص إلى آخر ، لأنها شعور عام يشعر بها الكل ولكن بدرجات مختلفة لاختلاف الطبائع والاتجاهات للأشخاص ، وكل شخص يراها حسب منظوره الخاص سواءً في المال أو العمل أو المنصب أو الزواج أوالذرية أو الجاه أو النجاح أوالإنجاز أو على حسب الشخص وظروفه الصحية وقدراته ومهاراته في حياته العمرية ، ومايعترضه من العقبات والمعوقات التي يمر بها في مسيرته العمرية و الحياتية ، وقد تكون السعادة في التفاؤل وما يعيشه في كل يوم بأمل جديد ، وعمل جديد ، واستحضار الذكريات السعيدة والأيام الجميلة التي مضت للاستمتاع بسعادته ، والإستعانة بالشكر والصبر والإستغفار والأعمال الصالحة سواءً سعادته قصيرة المدى أو طويلة المدى دون النظر للعقبات و المعوقات ، ومعتمداً على المحفزات التي تجعله في تجديد دائم ، والمؤدية إلى تحفيز مستمر لسعادته مدى الحياة ، وقد ترتبط بالرضا والراحة والهدوء والطمأنينة وراحة البال التي يلجأ إليها الناس في أغلب أوقات حياتهم ،  مع كل البعد عن كل المؤثرات السلبية الخارجية التي تقلل منها أو تعيقها
تماماً للوصول إلى السعادة الحقيقية والمنشودة ، والتي تعتمد على بعض العوامل الهامة والضرورية كالثقة بالنفس ، وتقدير الذات ، والتحكم بالحالة النفسية ، والإنجاز في العمل ، وتحديد الأهداف بدقة وتحقيقها ، وشغل الأوقات بالحيوية و النشاط ، والهمة العالية والطموحة ، والتحلي بالأنماط السلوكية السوية السليمة بشكل عام ، وتجاهل الموثرات السلبية والمعوقات ، والنظرة الإيجابية والتفاؤلية لمستقبل الحياة ، كما أن السعادة هي إحساس وشعور من غير الممكن رؤيته بالعين المجردة أو لمسه باليد ، ولكن يحس بها الشخص في داخل نفسه ، وتظهر عليه مشاعر الغبطة والسرور والسكينة والراحة والبهجة ، كما تظهر على تصرفاته الخارجية بشكل واضح فيشعر بها كل من حوله ،
وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية :
سعادة النفس لاتخفى بوادرها
رضا وراحة بال في معظم الناس
قد ينظر البعض في جاهه ومنصبه
والبعض في صحته والمال والماس
إن السعادة بالقناعة والطمانينة
والبعد عن كل ما يؤثر في الإحساس
إن القناعة كنز في فضائلها
هدوء وسكينة وتجنب البأس
هذه السعادة حقاً في حقيقتها
فاقنع بما عندك و البعد عن اليأس
سعادة النفس لاتتحقق بالأمور المادية وحدها ، بل تحتاج إلى شعور وإحساس  داخل النفس بالقناعة والرضا وراحة البال والطمانينة والسكينة ، وأن يكون الشخص متوكلاً على الله سبحانه وتعالى ، ومستعيناً به على كل أمور الحياة الدنيا ، والتغلب على كل ظروفها ومعوقاتها وعقباتها بقدر الإستطاعة . فالسعادة الحقيقية التي ينشدها كل شخص  هي عافية في الدنيا وعفو في الآخرة ، نسال الله تعالى العفو والعافية ، في الدنيا والآخرة لنا ولجميع المسلمين .
اللهم احفظ علينا أمننا وأماننا وإيماننا واستقرارنا ، واكتب لنا السعادة والهناء وزدنا من الخيرات والنعم والعيش الرغيد والرفاهية ، وأن تحفظ لنا قادتنا وولاة أمرنا والعباد والبلاد ، وأن تجعل التوفيق والتسديد دوماً حليفنا في كل مكان وزمان يارب العالمين .
بقلم/ عيدان أحمد العُمري
١٤٤٢/١٠/٢٩هـ  — ٢٠٢١/٦/٩م