السعادة ومعناها في علم النفس : هي الشعور بالسرور والرضا عن حياة الشخص ، وهي ايضاً شعور يتكرر نتيجة المشاعر و انفعالات سارة ،
إذاً نقول أن السعادة فى علم النفس تحدد حسب طبيعة الفرد و طرق تعامله مع معطيات الظروف التى تحيط به ومواقف حياته اليومية التى يمربها.
وتبنى قواعد السعادة في حياة المسلم على تحقيق العبودية لله عزوجل في اتباع أوامره والابتعاد عن نواهيه ، ومنها يكون الإنسان شقي وسعيد .
قال تعالى:
موضعين في القرآن من سورة هود:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}[هود:105]، والآية الأخرى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ}[هود
ايضاً من اسباب السعادة الصلاة المفروضة وكثرة التسبيح .
والرضا وماادراكم مالرضا اذا رافق الإنسان فهو السعادة بحد ذاتها ولنا في رسول الله الأسوة والقدوة الحسنة، فإذا أردنا أن نحقق الرضا
ايضاً لتمسك بالقرآن وعدم الإعراض عنه وهجره، ففي أول سورة طه قال الله تعالى: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ} [طه:2]، والشقاء عكس السعادة {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} وفي أواخر السورة قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه:124]، فكأن الله يريد أن يعلمنا أنه أنزل إلينا هذا القرآن لنسعد لا لنشقى، ثم إنه سبحانه وضح سبب الضنك والشقاء بالإعراض عن القرآن الكريم.
اذا نقول أن السعادة هي اتباع الأوامر الربانية والابتعاد عن النواهي .
والسعادة هذه الكلمة التي يسعى لها البشر ويريدها الجميع لكنها كما يقول الكاتب عبدالله العرفج “عزيزة نفس ولا ينفع تفرض عليها شروط” ، واضيف توقعاتك !
الله سبحانة وتعالى سخر لنا مافي السموات والارض، الكون مسخر لنا .. نعم كله، لكن الله وضع في هذا الكون نواميس وقوانين إذا لم نتبعها خسرنا، فالارض مأمورة أن تنبت لنا الزرع فإذا وضعت بذرة تفاح ستحصل على شجرة تفاح ، اما اذا لم تزرع فلن تحصل على شيء، فاذا وجدت أن حياتك تعيسه فانتبه الى الأفكار التي تزرعها في رأسك وروحك وقلبك؛ من أين تأتي هذه الافكار التعيسه ؟.. إنها قد تاتي من التربية أو من المجتمع أو من وسائل الاعلام أو من خبرات سيئة.
من التوقعات الخاطئة أن نظن أن السعادة تأتي من خارج ذات الشخص ، يجمع الحكماء من كل الثقافات والازمان انها تنبع من ذات الشخص ، من داخله. لا تحتاج المال أو الزوجة أو الولد أو الوظيفة أو السفر لتكون سعيدًا ، اذا لم تكون من الداخل سعيدًا فإن كل ما سبق لن يجعلك سعيدًا. لكن ممكن تكمل السعادة بهم ، الخطا أن تظنهم المصدر لسعادتك فتنشغل بهم وتشغلهم وتهرب منك السعادة.
الحياة رحلة والسعادة الاستماع باللحظة ، الآن لأنها التي نملكها ،والنَّاس .. أغلبهم يكونون مشغولين بالامس أو بالمستقبل ؛ فالحزين يكون مشغولًا بالامس وذكريات ألم الامس ، والخائف والقلق مشغول بالمستقبل والذي يشعر بالملل الان سببه رفض الواقع ولو سلموا واستسلموا لله لانتهت كل توترات الحياة.
نحتاج أن نتعلم أن نستمتع بهذه اللحظة ، تكون بين اهلك فتعيشها معهم ، حين تأكل لا تفتح الجوال او تتابع التلفاز، حين تكون في اجتماع فكن بعقلك ورحك حاضرا معهم ، مع الاحباب أو مع العمل أو أي دور تلعبه في الحياة كان تغسل سيارتك أو تذهب للبر وتستمع بالنظر الى النجوم وشبة النار.
هذه الحياة جميلة كل ما فيها ممتلئ بالجمال من صنع الله وهي رحلة استمتع بها ولا تؤجلها لبكرة حتى يكبر الاولاد لحين تحقق المليون الاول لحين تصل الى أهدافك كلها، بل اعمل اقصى ما لديك أنت. وتاكد ان الله لا يلومنا على النتائج ابدًا لكنه يحاسب من قصر وتمنى على الله الاماني.
اتمنى لكم حياة سعيدة في الدنيا والاخرة لانك تستحقها.