التقاعد لا يعد نهاية المطاف بل هي مرحلة انتقالية جديدة من مواصلة العطاء ليستفيد الجميع من قدراتهم وخبراتهم المتراكمة عبر حصيلة السنين من الجد والتفاني التي لا تنتهي بانتهاء خدماتهم بل يبقى غرسها في الأجيال القادمة .
نحن نرى الحسد منتشر في كل المهن الدنيوية وهو تمني زوال النعمة عن أخيه المسلم وقد نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الحسد ولكننا في هذه الفترة أمام نوع جديد من الحاسد منتشر و تجاوزت أمانيه زوال النعمة إلى زوال الحياة بأكملها عن هذا الشخص وذلك بالتطاول على هؤلاء المتقاعدين وبأنهم يخسرون الدولة مبالغ كبيرة جراء استلام مستحقاتهم التقاعدية بل وتجرأ البعض بالمطالبة بقتلهم والتخلص منهم لأنهم بنظره أن هؤلاء المتقاعدين عبئٌ على الوطن .
و كل هذا حسد وحقد وغل على هذا المتقاعد والذي أفنى حياته وصحته في خدمة دينه ووطنه وقيادته وقد وصف الإمام الشافعي رحمه الله تعالى الحاسدين والحاقدين بقوله :
وداريتُ كلَّ الناس لكنَّ حَاسدي
مُداراتُهُ عَزَّت وعزَّ منالُها
وكيف يُداري المرءُ حاسد نعمة
إذا كان لا يُرضيه إلَّا زوالُها ..
ولا أجد أبلغ من قول المتنبي لوصف حال المتقاعدين
ماذا لَقيتُ من الدنيا وأعجبُه
أني بما أنا شَاكٍ منهُ مَحْسودُ
وهذاالحسد والتطاول ونشر النكات عن المتقاعدين لايصح ويجب علينا جميعا ان ندافع عن هؤلاء المتقاعدين والذين خدموا الوطن وساعدوا في بناء هذا الوطن العظيم .
أيها الحاسد والمستهزئ بالمتقاعدين ويامن تطلق عليهم النكات وتطالب بقتلهم وابادتهم ترى المتقاعد إنسان خدم وطنه وقيادته وبنى اسرته من عرق جبينه وذلك من خلال عمله والذي قضاه على مدى سنين طويلة.
و انت اخي المتقاعد ترى التقاعد مرحلة حياة جديدة وعلينا التمتع بهذه الفترة الجميلة من حياتنا بعدعناء التعب من العمل طوال السنين الماضية وقضاء أجمل الأوقات.
وانتم أيها المجتمع الواجب عليكم تكريم المتقاعدين والاشادة بجهودهم في بناء الوطن وعدم اطلاق النكات عليهم أوالاستهزاء بهم.
بقلم ابراهيم النعمي