مامنا من احد الا سيسأل عما يفعل ، ففي الآخرة يسأل الجميع ، وفي الدنيايسأل البعض عن بعض أفعاله اذا كان فيها مخالفه اوجرم او تعدي اوتجني اوظلم او أخذ مالايملكه او اخذ حقوق الاخرين لنفسه او لغيره ظلماً او طمعاً أو واسطه أو مجامله وسواءً فعله بنفسه أو أعطى الضوء الأخضر لغيره بمعرفته وبموافقته فهو المسؤول تقريراً وتجريماً ومن معه يأخذ نصيبه من التجريم بحسب ماله من يد بالمخالفه أوغض الطرف عنها اورضاه بها والكل يؤخذ بها ويؤأخذ من قبل ولي الأمر والجهات المؤكله بذلك ، وهذا السؤال وهذا التجريم ومايلحقه من عقوبه أياً كان نوعها اوشدتها لاتعفيه ولاتكفر عنه جرمه وظلمه وأخذ حق غيره سواءً لنفسه او لغيره / أقول لاتعفيه عن السؤال الأكبر يوم القيامه ممن حرم الظلم على نفسه سبحانه وجعله محرماً بين عباده فالحقوق عند رب العالمين مصونة مضمونه لاتضيع ينتقم سبحانه وتعالى للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ومن له سلطه وظلم واخذ حق هذا واعطاه لذاك اواخذه لنفسه فسلطته هي قرناه استخدمهما ضد صاحب الحق الذي لاقرنان له فسيسأل في موقف عظيم عصيب ولاجواب لديه فما هو فاعل بحقوق الأخرين التي استساغها وحللها لنفسه ولمن جامله أوقبل واسطته او اخذ رشوته في قوة منه وضعف من صاحب الحق فسيقال له(ذق إنك أنت العزيز الكريم) فقد كان عزيزا كريما في منصبه وسلطته يكرم ممالايملكه من الحق العام أومن حقوق الاخرين فيقول له أحكم الحاكمين ذق العذاب بعزتك وكرمك وسلطتك في الدنيا ، حتى في حال خصومته كمسؤل أو صاحب سلطه مع من له عنده حق لايحق له أن يأخذه بخصومته ويبخسه حقه قال الله تعالى (ياأيها الذين أمنواكونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنأن قوم على الا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير نماتعملون ) .
وربما يكون الظالم قد أمن العقوبه المعجله فأستمرأ الظلم وهونه على نفسه وأغتر بالامهال حتى ولولم يكن له به مصلحه دنيويه فهل علم بالاية الكريمه(ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤسهم لايرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا الي اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل). فالله يمهل ولايهمل فويل لمن غره الآمهال وطوبى لم خاف عاقبة الظلم ، من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل ، وكمثال حي على حياة الضمير والخوف من الظلم في بخس أوأخذ حقوق الناس ومقدراتهم ومعاشهم ومايرجونه ويتحرونه ويأملونه ، أعرف مسؤلاً بإحدى الأجهزة الحكوميه ومن مسؤلياته ترقيات موظفي ذلك الجهاز كان اذا أحضرت له محاضر الترقيات وقد وقعت من المعد والمدقق ولم يتبقى الا توقيعه هو/ لايوقعها حتى يدقق أوراق جميع المرشحين بنفسه وعندما قيل له لماذا لاتثق بالموظفين قال أخشى من وقوع ظلم على احد المرشحين نتيجة خطأ متعمد بتزوير مؤهل او تعديل تقرير كفأءه اوغيره بسبب واسطة ذو حظوه اومجاملة زميل او خطأ غير متعمد وجميعها أنا المسؤل عنها فيقول أخشى من مقابلة هذاالمسلوب حقه عند رب العالمين فماهي حجتي وكيف أرد مظلمته في يوم لاينفع معه حجة داحضه ولايغني فيه انكار فكل صغير وكبير مستطر في كتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة الا احصاها ولايظلم ربك أحدا .
ويقول أعلم إن أعطاء الشخص شيء لايستحقه بأي أجراء هو ظلم لنفسي وظلم لمن سيستفيد لولا تدخلي الذي اذهب حقه بجرة قلم ظالمه وقد وفقني الله تعالى لأكتشاف الكثير من الاخطاء وتلافيتها وأعطيت صاحب الحق حقه بفضل الله تعالى وربما فات علي شيء ولكني اجتهدت وارحت ضميري ولم أفرط ولا لوم بعد اجتهاد .
وهذا المسؤول نموذج قليل وجوده للاسف سواءً في هذا المجال اوغيره في ضل تفشي الفساد وموت الضمائر الله المستعان .
فربما لهذا ومن على شاكلته ممن يخافون الله تعالى نصيب في الإطلاع على آيات وأحاديث الظلم التاليه :
قال الله تعالى (ووقع القول عليهم بماظلموا فهم لاينطقون)
وقال تعالى(وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما)
وقال سبحانه (وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا)
وفي الحديث الشريف اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامه
وفي حديث أخر ودعوة المظلوم تحمل فوق الغمام
وتفتح لها أبواب السموات ويقول الرب وعزتي لانصرنك ولو بعد حين .
والظلم ثلاثه واحد لايغفره الله وهوالشرك واخر يغفره وهو ظلم الإنسان لنفسه فيما بينه وبين ربه والثالث لايتركه الله وهو ظلم العباد بعضهم لبعض حتى يقتص للمظلوم من الظالم في موقف لايحسد عليه الغافلون
وفي الحديث اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .
وفي حديث خطير إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
و الآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة وخطيرة ومهلكة ومميته .
وإن من الشعر لحكمه يقول الشاعرعبد الرحمن العشماوي في ابيات مخيفه :
سطوة الظالم دربٌ للمآسي
ينتهي فيه إلى عار ٍ وذل ِ
إنما الظلم طريق الموت مهما
حقق الظالم من وهم انتصار ِ
والظلم كفانا الله إياه وكفانا الظالمين ليس حكراًعلى شيء معين فهناك ظلم بالنفس وبالمال والمنصب والوظيفه والعمل والعرض والارض والاهل والولد والله على كل شيء حسيب .
فهل من سامع وواع ينقذ نفسه ويتدارك مافات ويحذر مما بقي فلن ينقذه من ظَلم لأجله ولن يغني عنه شيئاً
ولا تزر وازرة وزر أخرى .
أصلح الله أحوال المسلمين وهداهم الي طريق الحق
وسواء السبيل .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/١٢/١للهجره
المشاهدات : 45417
التعليقات: 0