عندما يتحدث أحد الأشخاص عن خدمات جليلة كانت تقدم في المناسبات العامة أو الخاصة وخاصة مناسبات الأفراح والزواجات في الأزمنة السابقة ، ويتحدث فيها بأسلوب بديع ولائق وجميل ، وبعبارات وجمل راقية ، وماشملت عليه من عبارات الثناء والشكر والإشادة للقائمين بها ، نظير ما قدموه من جهود ، و خدمات جليلة لمجتمعهم تذكر فتشكر ، وكأنها لأول مرة تحدث أو نسمعها ، وهذا شيء جميل ورائع ، عندما نقول للمحسن أحسنت ، وللمسيء أسأت ، فمن لايشكر الناس لايشكر الله ، ومثل هذه الخدمات الجليلة كانت في الأزمنة السابقة حاضرة ومتواجدة من الكل وبشكل كبير ، وسجية من سجايا وأخلاق الناس في تلك الأزمنة ، بما تتطلبه الظروف الراهنة في تلك الأزمنة ومثلها كثير ، ولكن في الزمن الحالى وكثرة انشغال الناس بالأعمال العامة والخاصة ، ووجود بدائل أخرى أجمل وأفضل ، بدأت تتضاءل مثل هذه الخدمات ، وربما تكون شبه معدومة كلما تقدم الزمن ، وقد يتداول لدى الناس مثلاً مشهوراً سيد القوم خادمهم ، أو بعبارة أخرى خادم القوم سيدهم ، نعم هكذا يكون حال خادم القوم من المكانة الاجتماعية والمعنوية بين الناس ، وصاحب قيمة وخلق رفيع ومحبوب وله التقدير والاحترام لدى أفراد مجتمعه ، وفي هذا الزمن الحاضر المتسارع في مجالاته المتعددة والمتنوعة ومنتوجاته، ومخرجاته الفكرية والمهنية والوظيفية والمهارية ، وأهدافه الرامية ، والأفكار الطموحة ، والهمم العالية ، وازدحام الأعمال وكثرتها ، فكل إنسان مشغول بنفسه تجاه مؤسسة عمله سواء خاصة أو عامة ، و لديه مايكفيه ويشغله ومايتطلبه من سرعة الإنجاز بأقل جهد ووقت للوصول إلى الإنتاجية ،والقدرة والكفاءة العالية ،والمنافسة العالمية ، جعلت مثل هذه الخدمات الفردية التي يقدمها بعضاً من الناس تتناقص تدريجياً ، وقد تنعدم واستبدلت بخدمات أخرى فردية وجماعية وتعاونية وتشاركية وابداعية ، وأماكن مخصصة لتقديم الخدمات من قصور واستراحات ، وأماكن مهيئة لإقامة مثل هذه المناسبات والأفراح بدلاً منها ، وتوفير كافة مستلزمات الأفراح والمناسبات ، وتقديم الخدمة لأصحاب المناسبات العامة والخاصة ، وتسهيل إقامة مناسباتهم في يسر وسهولة ، وبأقل جهد ووقت وبأجور ميسرة .
وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية -:
ياخادم القوم لك منا التحيات
نقدر الجهد هذا الجهد مقدور
من يعمل الخير يلقى من يجازيه
بالدعم أو بالدعاء فالكل محمود
من يخدم الناس في فعل ومكرمة
فالأجر من عند رب الكون موجود
ياخادم القوم بالأفعال سيدهم
من يخدم القوم بالخيرات موعود
وليس الهدف التقليل من قدر هؤلاء في تلك الأزمنة ، وخدمة الناس بقدر الاستطاعة بل إن قدرهم وجلهم واحترامهم والثناء عليهم يذكر ويشكر ، ولكن الهدف أن الخدمات المقدمة قديماً تغيرت بتغير الزمان والمكان ، وتأثرت تأثراً ايجابياً بالتطوير الحاصل في كافة المجالات ، وأصبحت الخدمات نوعية ومتميزة ، واكثر نفعاً ودقة ، وأصبح الإنسان الراغب في تقديم الخدمة أكثر رقياً وتميزاً ومبدعاً من أجل تعم الفائدة للجميع بالطرق الأكثر ابداعاً وتنفيذاً ، وهي صفات أصيلة وسجية من السجايا المحمودة ، والمتأصلة في جذور المجتمع ، ومجتمعنا ولله الحمد بفضل الله تعالى ثم بفضل قادتنا وولاة أمرنا ، ينعم بالخيرات الكثيرة و المتنوعة ، والأمن والأمان والإيمان ، والرفاهية والتطور والازدهار ، والحياة السعيدة ، حفظ الله قادتنا وولاة أمرنا ، وحفظ العباد والبلاد من كل سوء ومكروه ، وأدام علينا نعمه وخيراته ظاهرة وباطنة ، وزادنا من فضله الواسع إنه سميع مجيب.
بقلم/ عيدان أحمد العُمري
١٤٤٢/١٢/١ — ٢٠٢١/٧/١١م
المشاهدات : 47111
التعليقات: 0