اشتهر عند العرب مثل “عادت حليمة لعادتها القديمة”، وذلك للإشارة للشخص الذي يعود إلى تصرف أو عادة أقلع عنها سابقاً، ولهذا المثل قصة رويت قديماً حتى انتشر هذا المثل القديم.
يقال إن حليمة هي زوجة حاتم الطائي المعروف بكرمه وجوده عند العرب؛ حيث ما زالت بقايا أطلال قصره وموقده موجودة في حائل إلى الآن، إلا أن زوجته حليمة كانت على النقيض تماماً، فكانت معروفة بالبخل الشديد، وكانت يدها ترتجف مع كل ملعقة سمن تضعها في طبخها ما أثر على جودة طعامها.
اضطر حاتم الطائي للجوء إلى حيلة ليجبر زوجته على الكرم، فقال لها إن الأقدمين كانوا يقولون إن المرأة كلما وضعت ملعقة سمن في طبخها زاد الله بعمرها، فأخذت حليمة تزيد السمن في طبخها حتى تحسن طعامها وصار طيباً.
وبعد وفاة ابن حليمة حزنت عليه حزناً شديداً وشعرت باليأس من الحياة، فعادت تقلل السمن في طبخها لتنقص من عمرها، وفي رواية أنها قامت بذلك بعد اكتشافها حيلة زوجها بعدما بدأ الشيب يغزو رأسها، فقال ضيوفها “عادت حليمة لعادتها القديمة”، ومن هنا كان المثل الشهير.
ورغم الشهرة التي تتمتع بها القصة إلا أنه لا يمكن الجزم بصحتها، فالمؤكد أن حاتم الطائي تزوج من امرأتين هما ماوية الغسانية والنوار بنت ثرملة البحتورية ولم يرد أنه تزوج من امرأة تدعى حليمة، لكن في نفس الوقت لا يمكن الجزم بعدم صحة الرواية لأنه لم يثبت بشكل قاطع أن حاتم لم يتزوج سوى المرأتين المذكورتين.