يشكل اليوم الثالث والعشرون من سبتمبر نقطة تحول في الذاكرة الجمعية للمواطنين السعوديين، حيث تشرق فيه ذكريات الماضي على مساحات الحاضر لتبعث تاريخاً مليئاً بالعطاء والتضحيات لبلادنا، يحكي انطلاقة البناء والتأسيس على يد القائد الموحد الملك عبد العزيز -يرحمه الله-.
ويأتي اليوم الوطني الـ91 هذا العام وبلادنا تواصل وَثَبَاتها التنموية في ظل رؤية 2030، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله.
هذه الرؤية إنما تشكل خارطة طريق للمستقبل المشرق من خلال محاورها الثلاثة: مجتمع حيوي، ووطن طموح، واقتصاد مزدهر، مستندة على مرتكزات أساسية تجسدت في الموقع الجغرافي الاستراتيجي لبلادنا في ملتقى القارات والعمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية الضخمة لها.
وقد استشعرتْ جمعية البر بجدة تلك المستهدفات الاستراتيجية لهذه الرؤية التنموية فعملت على ترجمتها على أرض الواقع من خلال أنشطتها وبرامجها المختلفة بعد أن حددت أهدافها والتي برز من خلالها الاستدامة والتمكين والشراكات ودعم العمل التطوعي.
من هنا جاء تدشين نادي البر التطوعي التابع لجمعية البر بجدة والذي احتضن الفرق التطوعية في مختلف التخصصات وعمل على استنهاض هممهم وتحفيز قدراتهم وزيادة أعدادهم تحقيقاً لمستهدفات الرؤية برفع اعداد المتطوعين الى مليون متطوع.
فانطلق هؤلاء المتطوعون ليقدموا أطيافاً واسعة من الخدمات الاجتماعية التي تترجم حجم الوعي بأهمية أداء المسؤولية الاجتماعية في جوانبها المختلفة، وبرزت جهود هؤلاء المتطوعين في جانب الاستدامة البيئية مسترشدين بمبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها سمو ولي العهد يحفظه الله، حيث نفذوا عدداً كبيراً من المشاريع البيئية كالتشجير ونظافة الشواطئ والمساجد، إضافة الى خدماتهم الإنسانية والاجتماعية عبر القيام بالحملات التوعوية بمخاطر كورونا بالأسواق والمراكز التجارية ناهيك عن المساهمة في إيصال المساعدات للمحتاجين، وغيرها من المنجزات التطوعية التي تركت آثارها الإيجابية المستدامة على المجتمع.
فهنيئاً لنا قيادةً وشعباً يومنا الوطني في ذكراه المتجددة، ونسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يجعلنا دائما من الشاكرين الحامدين.
*عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة، رئيس نادي البر التطوعي