جبر الخواطر سلوك إنساني ؛ للتخفيف على الذين يتعرضون لشيءٍ من الهم والحزن والكدر والقيام بطمأنة قلوبهم ، والتعامل معهم بالحسنى سواء بالكلمة الطيبة ، أوالنصيحة الصادقة ، أو المساعدة بالقول أو العمل أو الفعل ، وفي كل التعاملات الحياتيه مع الآخرين ، وهو سر من أسرار سعادة البشرية.
كما أنه خلق إسلامي عظيم ، يدل على سمو نفس وطمانية وقلب وسلامة صدر ورحابة عقل ، من يتصف به فيجبر نفوساً كسرت ، وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت ، وأرواحاً أتعبت ، وخواطر كدرت ، فما أجمل هذا الخلق العظيم ! وما أعظم نفعه و أثره الطيب على نفوس الآخرين ؟! وهو عبادة ومن أفضل العبادات وأجلها التي يتقرب بها الشخص المسلم إلى خالقه سبحانه وتعالى في جبر خاطر أخيه المسلم ، فما أجمل وأجل هذه العبادة ؟!
ويعرف بمصطلح مأخوذ من من اسم الله تعالى الجبار ، وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ، ويريح النفس ، فالله سبحانه وتعالى يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة والفشل بالتوفيق والخوف والحزن بالاطمئنان وهو سبحانه وتعالى متصف بالجبار وحده لكثرة جبر خواطر الخلائق دون سواه .
وفي هذا الزمان نحن بأشد الحاجة إلى جبر خواطر الناس ، للتخفيف عنهم ومواساتهم ، وتطيب خواطرهم ، ولايحتاج لجهد كبير ، ولكن يحتاج لجبر خواطرهم بكلمة أو دعاء أو قول أوفعل لتخفيف من معاناتهم وما يكدر بخواطرهم ونفوسهم ، فمن سار بين الناس جابراً للخواطر ادركه الله في جوف المخاطر ، فأجبروا الخواطر ، وراعوا المشاعر ، وتلطفوا بأفعالكم ، وأقوالكم ولاتؤلموا أحداً ، وقولوا للناس حسنا.
وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية :
الناس للناس في خير وفي نعم
من يعمل الخير رب الخلق يجزيهم
جبر الخواطر في قول وفي عمل
خلق عظيم وبالحستى تواسيهم
وخذ نصيبك من الأعمال قاطبة
مد اليدين لمن يحتاج تساعدهم
لله من اسمائه الجبار سبحانه
المقتدر للبشر يجبر خواطرهم
لذا يجب على كل إنسان أن يجبر بخواطر أخوانه وأقاربه وزملائه وجيرانه وجماعته ، ويشاركهم في أفراحهم وأتراحهم ، ويساعدهم ويواسيهم في مصائبهم وأحزانهم بقول أو فعل أو دعاء ، وهو عمل بسيط جداً في منظومة فعله ، ولكن عظيم في أثره ومفعوله على النفوس البشرية ، لكي يعيشوا أنقياء أصفياء ، فهذا نهج الأنبياء ، وأخلاق النبلاء ،
وجبر الخواطر تجارة رابحة مع الله سبحانه وتعالى لاتقدر بثمن ، ولايماثلها شيء في الأجر والمثوبة، فأين المشمرون لهذه التجارة الرابحة مع الله سبحانه وتعالى ؟ وأين الموفقون لها ؟
بقلم/ عيدان أحمد العُمري
١٤٤٣/٢/٢٥هـ — ٢٠٢١/١٠/٢م
المشاهدات : 55666
التعليقات: 0