(( السعاده))

هي شعور باطني عميق واحساس داخلي مريح يتمثل بالرضى والسرور والانبساط والقناعه وطيب النفس والارتياح النفسي والجسدي الذي تظهر ملامحه على تقاطيع الوجه وتهلله بأبتسامات تظهر بدون تعمد وتؤثر تأثيراً مباشراً على سلوك الشخص وتصرفاته وتعامله مع محيطه ويختلف الشعور بالسعادة من إنسان إلى أخر حسب توجهه واهتماماته ونظرته إلى الامور وسعة افقه
كما أن الشعور بالسعاده إما ان يكون شعوراً صادقاً أو شعوراً كاذباً زائفاً خادعاً ، فالشعور الصادق هو الذي يحصل للنفس عندما يقوم الإنسان بعمل مبرور وعمل خير يرضى به ربه سبحانه وتعالى ثم نفسه  كالقيام بالواجبات الدينيه المفروضه و الأعمال التطوعيه المشروعه  الحسية والمعنويه ، وكذلك يشعر الانسان بسعادة و ارتياح نفسي عندما يقوم بالواجبات العمليه ويؤدي عمله على أحسن وجه وأكمله محتسباً ذلك اوعندما يتمتع ببعض المباحات كالرياضه والرحلات والزيارات الوديه التي لاتتخللها محرمات اومكروهات اوشبهات ولا يكون في النفس منها شيء .
وأما الشعور الكاذب فعادة يحصل للنفس المريضه اوالمنحرفه او الغير سويه التي تغشى المحرمات والممنوعات وتحس عنذ ذلك بشعور زائف وسعادة خادعه مؤقته تلبست بها النفس بسبب اللذة الوقتيه او بسبب التعود على الفعل وتكراره مماجعل النفس تعتبره جزاءً من سعادتها وترتاح عند فعله راحة يشوبها مايشوبها من تأنيب الضمير عند من  لازال في ضميره شيء من بقايا المروءه فيتذكر العواقب الوخيمه الا ان النفس الأمارة بالسوء تقف صامدة لتجد لصاحبها المبررات المصطنعه مثل لست وحدك من يعمل ذلك فغيرك الكثير وامامك متسع من الوقت والعمر أمامك طويل لتسعد نفسك ومن ثم تعود لجادة الصواب وهكذا تترنم أمامه الأفكار المعسوله للوصول إلى السعاده الآنية الوقتيه ، بينما في الحقيقه السعادة غير ذلك تماماً ولها هرمونات يفرزها الجسم كما يقول علماء الطب وعلماء النفس تحفز السعادة وتجلبها واعظم محفزات هرمون السعادة الحقيقيه هو الإيمان بالله تعالى إيماناً صادقاً جلياً لا لبس فيه ولاتشوبه شائبه وتعظيمه وتمجيده والخضوع لجبروته وعزته وجلاله وعبادته بماشرع عبادة نقيه خالصه والرضى التام بالقضاء والقدر خيره وشره والتوكل عليه سبحانه حق التوكل واتباع سنة رسوله وخير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه بما أخبر وطاعته فيما امر واجتناب مانهى  عنه وزجر فذلك مفتاح السعادة وهرمونها الإلهي
قال صلى الله عليه وسلم من حديث ابي هريره رضي الله عنه يعقد الشيطان على قافية راس أحدكم اذا نام ثلاث عقد يضرب كل عقده  عليك ليل طويل فأرقد فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقده فإن قام وتوضأ انحلت عقده فإن صلى انحلت عقده وأصبح نشيطاًطيب النفس والا أصبح خبيث النفس كسلان الأول سعيد بنومه وقيامه والآخر سعيد بنومه شقي بقيامه بعدما فاته الخير كله من ذكر وطهارة وصلاة في وقتها حيث ينادى بها مع جماعة المسلمين الركّع السجود .
ويقول الشاعر :
ولست أرى السعادة جمع مال ٍ
ولكن التقي هو السعيد
ومن هنا فخير مايجلب السعادة الحقيقيه ويحفز هرمونها القيام بالواجبات الدينية / الفرائض والسنن والقيام بمايرض الله تعالى كحسن الخلق وبر الوالدين وصلة الرحم والاحسان الي الجار واكرام الضيف وتأدية الحقوق لأصحابها ، وقول الحق وإماتت الباطل وتركه والنصيحه والصدقه وحب المساكين وترك القيل والقال والبعد عن الغيبة والنميمه وكل ماحرم الله وحفظ العهد وتأدية الامانه والتواضع ولين الجانب والدعوة الصادقه لأئمة المسلمين وعامتهم وما إلى ذلك ممايحبه الله تعالى من الأقوال والافعال ويسعد الناس القريب والبعيد ومن اسباب السعادة الاتظلم ولاتحقر ولاتقهر ولاتتعدى على من هو أضعف  منك لاقوة له ولاناصر ولا تأخذك العزة بالاثم ولا ترى نفسك فوق الاخرين ولا تستعبد أحداً اذلالاً وتجبراًوقد قال عمر بن الخطاب رضي عنه لعمرو بن العاص رضي الله عنه متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً ولا تخشى في الله تعالى لومة لائم والقناعة كنز يورث السعاده وعدم النظر بشراهة لما في أيدي الاخرين سعادة بذاتها كونك تعلم بأن ماكتب لك سيأتيك ومالم يكتب لك فليس لك اليه سبيل طويت الاقلام وجفت الصحف ومقاتلت الحسد الذي قيل أن صاحبه لايسود فمن باب أولى الايكون للسعادة عنده وجود ولا شك بأن مطلب العاقل الحصيف سعادة في الدنيا عنوان ومقدمة لمافي الآخره من سعادةأبدية سرمدية لاتنقطع فليس وراء ذلك نعيم ، ولاعزاء للغافلين المحرومين الذين صرفتهم الدنيا عن الدين ، نعوذ بالله من الحرمان ونسأله بمنه وكرمه السعاده والتوفيق لما يحب ويرضى من الأقوال والافعال والله المستعان والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٣/٣/٢٠للهجره