من الظواهر التي نراها انتشرت مؤخراً ” ظاهرة التقليد ” والتقليد هو ” اتباع الانسان غيره فيما يقول او يفعل ” والتقليد في اللغة ايضاً ” هو الاحتمال والالتزام بالأمر ” ونحن في مقالنا هذا نطرح ونناقش ظاهره نعيشها على الطبيعة وتحديداً ” التقليد بالفعل وليس بالقول ” وهذا التقليد هو التقليد المميت في اغلب الحالات .
ولنأخذ شاهد امامنا من هذا النوع من التقليد
وهو تقليد المشاريع او النشاطات التجارية
حيث انتشرت مؤخراً في كل زاويه وكل ممر وكل شارع ” الكافيهات ” ولاشك بأنه احد المشاريع الناجحة والهامة بل والحيوية ولكن سيأتي يوم ونجد فيه بين كل ” كوفي ” و ” كوفي ” اربعة امتار وقد اوشكنا على مشاهدة هذا المنظر حيث اصبح هذا المشروع حلم لكل شاب او شابه يفكرون بالدخول لسوق العمل بل ان ٩٥٪ منهم يفكرون جدياً بعمل مشروع ” كوفي ”
السؤال : لماذا هذا المشروع تحديداً ؟
الاجابة : الدافع الحقيقي لقيامه بالمشروع هو
” التقليد ” فأكثر مرتادي الكافيهات من فئة الشباب
وعند قيامهم بزيارة احد الكافيهات او مجموعة منها ينبهرون بكثافة مرتاديها وحركة البيع فيها دون التفكير بأن سوق العمل بعد مده قصيره لايحتمل هذا العدد الكبير من هذا النشاط فيصبح العرض اكثر من الطلب ومن ثم يتلاشى حلمه فتكون هذه ضريبة ” التقليد”
حبذا لو امانات المناطق : تضع ضوابط بالتراخيص لأعداد النشاطات التجارية المتشابهه سواء بالمنطقة او بالحي او الشارع التجاري ويتم تحديد عدد لكل نشاط على حده كي يساهموا من الحد من ظاهرة التقليد وينقذون كثيراً من الشباب والشابات ليتم توجيههم لعمل نشاطات تجارية اخرى اكثر عمراً وعطاءً واحتياجاً واستدامة .
ونصيحتي لكل شاب وشابه يرغبون الدخول لسوق العمل ( ولأن دخولهم هذا مبني على قرض ) ان يقوموا بعمل مشروع صادر عن قناعه داخلية وعن دراسة حقيقية ليستطيع الواحد منهم الدخول لسوق العمل واثقاً مؤمناً بصبره وكفاحه ثم ثباته ونجاحه بعيداً عن التقليد .
بقلم : عبدالرزاق بن معوض بن غنيم
عمدة حي العزيزية والعليا والأحياء الجنوبية بتبوك
( الخميس ١٤٤٣/٠٣/٢٩ هـ )