قبل الخوض في فحوى العنوان يتبادر إلى الذهن سؤال ربما يكون اهم وابلغ سؤال في هذا الموضوع وهو/هل للتدخين فوائداوفائده واحدعلى الاقل لازمه اومتعديه؟
والجواب عند الجميع على ما أظن لا ليس للتدخين كماعلم ويعلم من المدخنين او مما يكتب علميا وطبياً اي فائدة لازمه لشخص المدخن او فائدة متعدية لغيره من الاسره اوالاقارب او الزملاء او المخالطين عموماً ولابد ان نستثني فائدة واحده متعديه للدخان وهي الفائدة الماديه التي تدخل الي جيب التاجر وحسابه البنكي بعيداً عن حرمتها وحلها .
إذا ليس له فائده فماهو سر تهافت البشر عليه من مختلف الأجناس والألوان والثقافات والاعمار إذا قلنا عاده فماسر البدايه من الأساس هل هي محاكاة لأحد المدخنين وإعجاب بفعله او مشورة صاحب والصاحب ساحب كما يقولون وماذا يمنع صاحب العاده من ترك عادته اذا ثبت عنده اضرارها الجسيمه الصحيه والنفسية والجسديه والماديه والاجتماعيه ، وأن كان ادماناً فنعود لنفس السؤال السابق لماذا وقع في التدخين حتى وصل حد الإدمان ونفس الجواب لاغيره ، ثم هل هناك فكاك من الإدمان اوعلاج ناجع يلجأ اليه من أراد الخلاص من هذا الرفيق المزعج؟
ومما نسمع ممن ابتلي بالتدخين فقد تناقضت الاقوال واختلفوا فيما بينهم فمنهم من يقول التدخين عاده ويدلل على قوله بأن هناك الكثيرون ممن اقلعوا عن التدخين بمجرد ارادتهم وعزيمتهم واصرارهم على تركه ودليل اخر شخصي يقول المدخن بمجرد ان اطفي السيجاره تذهب يدي لاأرادياً الي علبة السجاير لأخذ سيجارة أخرى دون دافع حقيقي لذلك حيث صارت عادة ملازمه ، وأما من يقول انه الإدمان بفعل مادة النيوكتين التي خالطت الدم وجرت في العروق حتى ثمل منها الجسم فيصعب الفكاك منها عند البعض الا بعلاج طبي يعمل على سحب مادة الإدمان من الجسم
وحسب مايسمع من تجارب الراغبين في الإقلاع عن التدخين فالعلاج لايكفي وحده اذا لم يكن هناك رغبة ملحّه وعزيمة صادقه وفي الحديث الشريف قال النبي صلى الله عليه وسلم والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني أوكما قال صلى الله عليه وسلم
ولن اعرج على ماقيل عن كونه حراماً فقد اشبع العلماء الموضوع بحثاً وقولاً وإدله يرجع إليها من ارادها من مصادرها ولكننا حتماً سنحوم حوله عندما نناقش الأضرار الثابته والمحتمله سواءً مااثبتها الطب اوأوجدها الواقع ، فالانسان بطبعه لايحب ان يأكل اويشرب الاطيباً
من الطيبات التي احلها الله لعباده ولا أرى في الدخان مايجعله من الطيبات لا في ريحه ولاطعمه ولا فائدته فهل يدخل بذلك ضمن الخبايث التي حرمها الله على عباده ؟ واذا كان كذلك فهو مضر خبيث وكل مضر حرام لان الله تعالى حرم الخبايث لما فيها من اضرار مؤكده اومحتمله فمن اضراره رائحته الخبيثه وكذلك مايعتري لون بشرة المدخن من تغير ومايعانيه من تعب عند أي مجهود واتلاف الرئتين المؤكد وكذلك على الفم والأسنان والتأثير الغير مباشر على الكبد والكلى والبنكرياس ومن ثم بقية اعضاء الجسم ستنال حظها من اضرار التدخين .
ومن هنا يكون الدخان ضرر محض ولا فائدة ترجى منه أبداً وما كان كذلك فهو من الخبايث قال الله تعالى (يسالونك ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات) وقال تعالى(ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبايث)
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه لأبي الدرداء الذي آخا بينه وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لربك عليك حق ولنفسك عليك ولزوجك عليك حق ولضيفك عليك حق انتهى كلامه فمن حقهم الا توذيهم بهذا الكريه العديم الفائده الكثير الضرر .
فماذا عسانا نقول بعد ذلك كله لكل عاقل حصيف ابتلى بهذا البلاء في ساعة ضعف اوغفله ثم اخذ منه ماأخذ من دينه وصحته وماله ووجاهته .
ربما نقول للمدخن قارن بينك وبين من عافاه الله من هذا البلاء بشرط التجرد من الذات ومعاندة النفس عند المقارنه واجعل الحكم العقل فلعلك تنتصر لنفسك بإنقاذها مما أوقعتها فيه ثم تستحضر قول الله تعالى (ولا تلقوا بايديكم الي التهلكه) وتستجيب وترحم نفسك وتحزم وتجزم وتستعين بالله تعالى وتفرح وتُفرح من حولك بالاقلاع عن التدخين وترك هذه العادة السيئه . نسأل الله تعالى دوام العافيه لمن عافاه الله وأن يكتب سبحانه العافيه لمن طلبها من المُبتلين والله المستعان والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج١٤٤٣/٤/٢للهجره
المشاهدات : 54657
التعليقات: 0