وهو حالة شعور عارض شائع عند كثير من الناس بعدم الرضى عن النفس في اوقات متفاوته للفشل في تحقيق شيء معين عمل الشخص لتحقيقه فلم يتحقق فاصيب بالاحباط والرغبه بالتعويض ثم يبدأ يحاول مرة اواكثر لتدارك الوضع ما أمكن و بغض النظر عن سبب الفشل سواءً كان السبب عدم توفيق بالرغم من سلوك الطرق المشروعه وما هو متاح من عوامل وعناصر وأسباب وكل ما من شأنه تحقيق ذلك الشيء/ أو كان السبب عدم السعي الجاد وعدم افتراض الفشل والثقه الزائده الغير مبرره او السذاجه وعدم الاكتراث بأمكانية الفشل ، وليس الفشل عيباً بل ربما العيب يكون بأسباب الفشل ، وعيب أخر وهو الاستكانه للفشل والركون اليه والاستسلام له ، والمتتبع للتاريخ والسير يجد ان الفشل لم يسلم منه إلا القليل سواءً في بداية شروعه بنشاطه اوفي نهايته او ما بينهما وهناك من يركن اليه ويستسلم
وهناك من يرفع لواء التحدي ويجابه الصعاب ويعمل المستحيل لينتقل من شؤم الفشل إلى ضده وهوالنجاح
وللفشل انواع تتحدد بحسب مايهم الإنسان ذاته وطبيعة اهتماماته ومستويات تلك الاهتمامات وكذلك على ضوء نشاطه الذي يقوم به فهناك الفشل السياسي والفشل العسكري والفشل العلمي والفشل العملي والفشل الاجتماعي والفشل العاطفي والفشل التربوي والفشل المالي وربما تجتمع كلها فيكون فشل حياتي مركب لايبدوا هناك امل للفكاك منه وكما للفشل انواع فله مستويات منها المستوى العادي اللحظي الذي يمر به أي إنسان في حياته وربما في أغلب أيامه فيتداركه ويحله بالطرق والاساليب المتاحه لديه وبشيء بسيط من التفكير والتروي وربما الإعراض عنه وتناسيه لينتهي
دون عناء ودون حسابات لاثاره المتوقعه مسبقاً وما سببه من هم واحباط بسيط وشعور بعدم الارتياح
النفسي وكل هذا يمكن تجاوزه وآثاره في وقت وجيز وتعود الحياه بطبيعتها الي ماكانت عليه قبل العارض
وكأن شيء لم يحدث .
وهناك المستوى المعقّد المركب التراكمي المزعج الذي
يؤدي في بعض الأحيان الي الانهيار النفسي والعجز عن التفكير من هول ماحدث وصدمته واختلال مستوى المقاومه والتحدي ويأس شبه كامل وسوادفي الحياه
وهذايصعب تجاوزه بدون خساير يختلف حجمها بحسب مستوى التعقيد في الفشل وفي احيان كثيره لايمكن تجاوزه الا بمساعدة أخرين وربما يطول مداه وتتراكم اثاره وتكبر نتايجه ولكن يبقى الأمل والنور في نهاية النفق للخروج من هذا المستوى وبقبول إجباري لما حدث وآثاره واستدباره واستقبال محاولات النهوض .
وأخيراً المستوى الخسائري او الكارثي الذي يهدم الحياه وينزع منها ملذاتها بشكل مؤلم تبقى اثاره مدى الحياه صعب قبولها وعصي نسيانها يصاحبه انهيار نفسي يصعب معه التفكير في المحاوله للنهوض من جديد كالفشل بالعمل الذي يؤدي إلى فقدان الوظيفه وكالفشل الاسري الذي تؤدي اثاره إلى شتات الاسره واضمحلالها
وغير ذلك مما يمكن فقدانه بشكل نهائي بسبب الفشل الذريع في التحكم في الامور الحياتيه التي تتطلب التعامل معها بنظرية الاصرار على النجاح مع المعرفه التامه بإمكانية الفشل والعزم على اعداد العده للتصدي له وتحويله من معول هدم اللي لبنة جديده في بناء شامخ في صرح من صروح النجاح .
ولكن وبالرغم مماسبق ذكره وبحسب الدراسات والتجارب فليس الفشل سيء بالكليه بل ربما يكون أول درجه في سلّم النجاح واول خطوه في الطريق الصحيح لحياة مبتسمة ناجحه كريمه ، وهذا يتطلب بعض الأمور التي تصعب على شخص وتسهل على أخر حسب صدق العزيمه وقوة الشكيمه والإصرار الصادق والتفكير الحاذق والشجاعه وقوة البأس وتراكم المراس وابعاد شبح اليأس وأهم من ذلك الاعتماد على الله تعالى وصدق التوكل والإيمان بأنه سبحانه هو الموفق والنافع والرازق والمسير والهادي إلى طريق النجاح وليس ذلك لأحد غيره .
وفي الختام أسأل الله تعالى ان يجنبنا جميعاً مهاوي الفشل في مناحي حياتنا كلها وإن يهدينا سبل النجاح والفلاح في ديننا ودنيانا كرماً منه وفضل وإن يديم علينا أمننا وايماننا وإن يعز قادتنا ويحفظ بلادنا من كل بلاء وسوء ومكروه ، والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٣/٤/١٣للهجره
المشاهدات : 68489
التعليقات: 0