زمن عجيب متقلب لايكاد يثبت على حال ولو لسويعات معدودات تداخلت فيه المفاهيم وألتبست الأفكار وتعددت الاهتمامات واختلط الحابل بالنابل كما يقال وتكلم المبلّم (ونطقت الرويبضه) مصداقاّ لمعجزة ٍ من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وصار لسقط المتاع دور في الحياه ومجال لمزاحمة الأسويا ذوي أللب والحجا حتى كاد هؤلاء يذهب بهم الطوفان ويحول الموج بينهم وبين ألبابهم وعقولهم فأصبحوا في حيرة وذوهان هل أصيبت عقولهم أم تجاوزهم الزمن أو الأمر غير هذا وذاك ولسان حالهم يقول بل الأمر غير ماتبوح به معطيات الزمن والواقع جلل وساعة التوقيت فيها خلل ، فهل استعجلنا الحال فدال علينا الزمن ومال فحصل الهرج والمرج والجدال ف لله تعالى المرجع والمآل .
نعم الزمن عجيب ذهب بلب كل لبيب وأخذ منه بالتلابيب ولادور فيه لخطيب ولاينفع معه طب ولاطبيب ، الا ان تسمعني ايها الحبيب انا وكل ناصح ٍ مصيب من غريب ٍ اوقريب فالنصيحة دين والدين نجاه من تمسك به نجى ووجد به من الشرور مخرجا ومن الآفات ملتجا ، فإياك أخي الكريم ان تكون ممن يهرف بمالا يعرف ويخوض بما لايعنيه اولا يحسن الخوض فيه ، اويتكلم لمجرد إثبات الوجود فيتفوه بالمحذور فيؤخذ بما يقول جرماً بالدنيا وخزي وعقوبه وعذاب بالاخره إليه نفسه مسحوبه بسبب كلمة ٍ اوعبارة ٍ عليه مكتوبه
تبع بها أثر أناس غثاء منهم الخبثاء ومنهم السفهاء ومنهم اللعاع الذين يتكلمون وينشرون
كل مايرون ويسمعون دون معرفة كنهه ومحتواه ومغزاه ، استولى على عقولهم الخبثاء أصحاب الأهواء الخبيثه ضد الوطن واستهواهم مجارات السفهاء فوق كل ارض وتحت كل سماء ، فإذا كان مثلهم الأعلى خبيث مخبث مجند من أعداءالدين والوطن وصاحبهم سفيه لايكاد يفرّق بين الحق والباطل فماذا عنك انت أيها التابع المقلد الذي أقصى طموحاتك وأمنياتك الضحك وجلّ وقتك تبحث عن مايضحكك حتى وان كنت في واقع حالك أبله يُضحك عليك وتجنّد من حيث لاتعلم ضد بلدك ودينك وقيادتك وامتك ، ومن هنا عنونت المقال ب(دع مالا يعنيك) فإما ان تكون حصيفاً فطناً لاتوتى من مأمن ولايضّار وطنك ودينك وقيادتك وامتك من طريقك تعرف المكر وأهله والخداع وهواته وأصحاب الأهواء واساليبهم الخدّاعه فتقارع الحجة بالحجه وتقتل الباطل بالحق وتكون لديك الشجاعه الادبيه التي تؤهلك لدحر العدو المتخفي بصورة ناصح يريد الإصلاح كما يزعم وطويته خبيثه، ولكن فطنتك ونقاء سريرتك وولاءك لوطنك وولاة امرك وأمتك تفضح سريرته وتبطل خطته وبذلك يحق لك ان توصف بأنك درع من دروع الوطن الفعّاله .
وان لم تكن كذلك فدع مالايعنيك ولاتتدخل في اي شيء وعش حياتك في مأمن وبدون صخب وشوشره فالوطن لك ولغيرك احتضن من هو فوقك ودونك فلا تكن معول هدم بأيدي شياطين البشر الذين لايحلو لهم إلا ممارست شيطنتهم سواءً بفكرهم او بأفكار غيرهم فيجعلون منك مطية تحمل اسفاراً لا فائدة لك منها ولكنك مغفّل تم استغلالك للافساد في ارض وطنك ودينك وامتك .
ويجب ان تعلم انت وغيرك بأن الوطن عزيز بقادته وبرجاله المخلصين الأوفياء الاذكياء الذين يذودون عنه وعن حياضه بالرأي والفكر والقلم وبكل ماأوتوا من وسائل ممكنه لحماية الوطن ومقدساته وشعبه ونهضته وحضارته ومقدّراته وان ماقمت به سيكون وبال عليك لامحاله في عاجل امرك او آجله .
حمى الله الوطن واعز قادته ونصرهم وايدهم ووفقهم لما يحب ويرضى ، وخذل اعداء الوطن من الداخل ومن الخارج وكشف سترهم
واوقعهم بشر اعمالهم انه سبحانه سميع مجيب
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه / بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٣/٩/١٨ للهجره