هذا الاسم وهذا الموقع يقع في منطقة حايل وبالتحديد في جنوب المنطقه وفي ديار قبيلة بني رشيد العبسيه وقد أحدث مساحة كبيره من اهتمام المؤرخين والكتاب والرواة تفوق مساحته الجغرافيه وليتهم لم يولوه كل هذا الاهتمام وذلك لعدم حصول فائده ترتجى من من البحث والتقصي وإهدار الوقت والجهد في الخوض بمثل هذا القاع الذي يعتبر من الثوابت التاريخيه والجغرافيه التي لاغبار عليها سواءً كان هذا هو مكان السباق الحقيقي وقرينة ذلك هذا الاسم (قاع السباق)والذي اعتقد انه لم يأتي من فراغ ، اوكان موقع السباق غير هذا ولاتوجد له قرينه تسند قول من يقول به الا ربما اتباع الهوى والاعتزاز بالرأي دون سند حقيقي الا كلمة يقال وسواءً كان هذا اوذاك فقد وقع السباق المشؤوم بين داحس حصان أبناء زهير بن جذيمه ملك عبس وبين الغبراء فرس حذيفه بن بدر الفزاري من ذبيان أبناء عمومة عبس فكلا القبيلتين غطفانيه قيسية مضريه علي رهان مغري يقال مائة متن من الإبل يدفعه التحدي والاعتزاز بالنفس وعدم القبول بالنتيجة مسبقاً مما حدى بالجانب الذي يحس بالضعف الي الالتجاء الي حيلة تمكنه من الكسب ان لم يأتي له الكسب طبيعياً حيث وضع مالك الغبراء كميناً قبل نهاية السباق وتعليمات بأنه اذا جاءات الغبراء اولاً فلايحدث شيئاً وأما في حال وصول داحس اولاً فعلى الكمين ترويعه وايقافه وهذا ماحدث فعلاً حيث جاء الحصان داحس اولاً فقام الكمين بما كلف به فحدثت المشكله ، وتلاسن الفريقان وكل منهم يقول الحق عندي حتى بدأت خيوط الكارثه تنسج من الطرفين فقتل احد الفريقين رجل من الفريق الاخر واستد الفريق الاخر بقتل رجل يقابله وهكذا بدأت حرب داحس والغبراء المشؤومه أقوى واقسى والعن حرب حدثت بجزيرة العرب على مر التاريخ والتي استمرت أربعين عاماً قتل فيها الكثير من البشر واهلكت المال والنسل من الفريقين وقست عليهم بفعل كبرياء انفسهم وقضت على قوة وجبروت جمرة العرب قبيلة عبس التي كان لايشق لها غبار في جزيرة العرب وكذلك فعلت بابناء عمومتهم ذبيان كما أشار لذلك الشاعر زهير بن أبي سلمى في عرض قصيدة له يمدح بها من تسبب في إيقاف تلك الحرب الطاحنة المهلكه إذ قال :
تداركتما عبساً وذبيان بعدما
تفانوا وتدق بينهم عطر منشم ِ
ومما لابد من العلم به ان عبس لم تتنازل عن سطوتها وقوتها في الحرب والقتال بعد حرب داحس والغبراء بل دخلت معارك شهيره وانتصرت بها رغم كثرة من افنت الحرب السابقه من فرسانها ومقاتليها حتى قيل انه لم يبقى لديها سوى خمسمائة فارس والفي مقاتل وكمثال على ذلك معركة جبله الشهيره التي انتصرت فيها مع حليفتها قبيلة بني عامر بقيادة قيس الراي بن الملك زهير على الجيش العرمرم الذي يضم أغلب القبايل التي لها ثارات سابقه مع قبيلة عبس بالاضافه الي مقاتلين من الفرس والروم والغساسنه والمناذره بقيادة لقيط بن زراره التميمي وكانت ذبيان عدوهم اللدود ضمن الحشد المناؤي لعبس بقيادة حصن بن حذيفه الفزاري فلم تقم لهم قائمه ضد عبس بعد هزيمتهم مع حلفاءهم في جبله .
دفعني للكتابة بهذا الموضوع مارأيت من تردد بعض الكتاب والباحثين عن ماسبق ودونوه في مذكراتهم ومفكراتهم بان مايسمى بقاع السباق هو بالفعل موقع سباق داحس والغبراء وتراجعهم عن هذا المكان الي مكان آخر فهل عندهم قرينه او دليل أقوى من الاسم المطابق وروايات القبيله المعنيه بهذا الشأن ام وجدوا مرشداً سياحياً ليس لديه علم ومعرفه الا بالطرق الوعره والمعبده ولم يروق له قاع السباق فساق هؤلاء إلى مكان آخر يروق له .
برايي ان قاع السباق اسم على مسمى وهو مكان سباق داحس والغبراء والذي حدث تقريباً في النصف الأول من القرن السادس الميلادي
بمعني انه ليس ببعيد بحيث تتمكن منه الروايات والتي تواترت تقريباً على صحته فأهل الدار أعلم من الزوار والمكان ثابت ولايستعار وينطبق عليه المثل الشهير (اهل مكه ادرى بشعابها) فمابالكم بأهل مضارب عبس (كبار الرواة من القبيله صاحبة الشأن) والتي لم تتزحزح عن مضاربها لألاف السنين
رغم قسوة الأرض وشحها في اغلب دهورها في الماء والكلأ فحق لها أن تكون أصدق من يتكلم عن هذه المضارب ومكوناتها .
وعلى كل حال الكل يؤخذ من كلامه ويرد الا نبينا محمد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٣/٩/٢٠ للهجره